في المدرسة

في المدرسة


كانت مدرسة منصور الابتدائية بجوار منزله في شارع الجمال وكان منصور حين يستيقظ يغسل وجهه ويرتدي ملابسه ويخرج فإذا وجد الوقت مبكرا دخل ثانية ونام بملابسه ولا يستيقظ إلا علي جرس المدرسة فيقوم مسرعا فلا يفوته شئ ، وكان منصور يحب مادة الرياضيات ولا يدري متي أحس بتلك العلاقة التي تربطه بها وهل أحبها فجأة وما قصة هذا الحب لا يدري كل الذي يذكره هو حبه للرياضيات


وكان يحب منصور الجلوس في المقاعد الخلفية وظلت هذه عادة ملازمة له في معظم مراحل تعليمه ، وفي السنة النهائية للمرحلة الابتدائية كان يجلس قبيل الأخير وعلي يمينه آخر الفصل رصت صفة من الراسبين وكان أستاذ الحساب وكان يسمي الاستاذ عبد السيد يسأل التلاميذ بالدور ومن لا يستطيع الإجابة طالته النشابة قصدي العصاية وكان من بجوار منصور يسألون منصور عن الإجابة وكان لدي منصور حس الدعابة وبعض الشقاوة فكان يعطيهم إجابات خيالية حتي إذا ما وصل إليه الدور أجاب بالإجابة الصحيحة فيجلس هو كاتما ضحكاته والعصاية تدور علي الباقيين بالقسط والعدل


وكان منصور يشترك في الكانتين الخاص بالمدرسة وهي عبارة عن أن يدفع جزء من مصروفه يستثمر في شراء البسكوت والحلويات التي تباع في المدرسة وتوزع نهاية العام الأرباح علي المشتركين في الكانتين وكان من وظائف المشتركين في الكانتين هي الخروج من المدرسة لشراء هذه الحلويات وفي يوم من الأيام لاقي أبو منصور الحاج محمود الجيبوني منصور أمامه خارج المدرسة في وقت الدراسة فقال له ماذا تعمل خارج المدرسة فقال له أنه خرج لشراء الحلويات بأذن من المدرسة فاصطحبه وذهب معه للمدرسة يستكشف الموضوع فأثني المدرسين علي منصور خيرا مما أثلج صدر والد منصور


وكان منصور يكره الجغرافيا كره العمي وكان يُدرسها أيضا استاذ عبد السيد ولكن استاذ عبد السيد يعلم شطارة منصور في الحساب والذي منه فخفف هذا من وقع الجغرافيا عليه


وفي حصص الالعاب كان يذهب منصور إلي المدرسة دون ملابس الألعاب وفي حصة الألعاب ينظر من ثقب بالباب وينادي علي أحد ينادي علي والدته لتحضر له لبس الالعاب وكان يحدث هذا أيضا في الفسحة والسندوتشات كانت تأتيه في الفسحة عبر البوابة ، وكان للمدرسة بابين باب للتلاميذ وهذا بجوار بيته تماما وباب للإدارة وهذا بالشارع الخلفي من المدرسة


وكان منصور لا يعترض علي السندوتشات خاصة حين تأتي في عيش بلدي ، أما أخوه فكان دائما ما يعترض ويرفض رفضا باتا أن تأتيه سندوتشات في غير العيش الفينو ، وكان يقول لإمه لا آكل في عيش بلدي أمام الأبله – الاستاذه يعني –

0 Response to "في المدرسة"

إرسال تعليق