الثنائي المشهور ( طاء و سين )

الثنائي المشهور ( طاء وسين )

كان في الحتة ثنائي مشهور جدا هما ( طاء وسين ) و( طاء ) يسكن بالقرب من منصور وأخوه صديق حميم لمنصور
ومن حكايات ( طاء و سين ) أنهما عندما نجحا في الدبلوم نصبوا ضمة وعلقوا نور وأحضروا كراسي وسماعات وكانت سهرة غناء من أجلهما إجتمع فيها شباب الحتة
و( طاء ) جسمه قوي وضخم هكذا يذكره منصور ولكن منصور في ذلك الوقت كان مازال صغيرا وبالتالي فكان سبب رؤيته ضخم الجثة قوي العضلات ربما كان بسبب صغر منصور نفسه إلا أن المرء مهما كبر يتذكر الاشياء بحجم ماكان يراها في طفولته لا بحجمها الطبيعي ، ولكن ما سر ذلك ، هل لان الانسان يكون في مرحلة الطفولة أساطيره وذكرياته ولا يحب العبث بتلك الأساطير وتلك الذكريات مثلا ، ام أنه لا يريد أن يفكر ولو مجرد تفكير أنه قد أخطأ في ظنه وفي اعتباراته وان حياته لولا تلك الاخطاء المتراكمة في التصور والسلوك لأخذت منحي آخر
أما أنه يريد ان يحتفظ بتلك المنطقة الخضراء الجميلة ( الذكريات ) يذهب إليها كل حين وآخر هربا من ضغط الواقع وقسوة الحياة ولا يريد أن تفقد تلك المنطقة الخضراء ( الذكريات ) أي لون من الوانها وأي شذي من عطرها الله وحده يعلم لماذا يفعل المرء ذلك
في يوم من الايام  فعل (سين )في مدرسة الصنايع الدبلوم شيئا مما يقتضي ذهاب ولي الأمر وكان ( طاء ) بمدرسة أخري فذهب ( طاء ) علي أنه ولي أمر ( سين ) نعم يبدو من هذه الحكاية أن طاء كان ضخم الجثة بالنسبة لسنه أيضا وليس لمنصور
وفي المدرسة راح ضارب سين بالقلم وهو القلم حتي يسبك الدور وفعلا اتسبك بس سين أخد حقه لما طلع من المدرسة

كان  إ ذا تشاجر أحدهما تشاجر الثاني تبعا لذلك وإذا لم يكن موجود فعندما يحضر تعاد الخناقة ثاني حتي ولو كانت هدأت حتي يستطيع الصديق أن يتضامن مع صديقه
طاء سافر خارج جيبون من أجل طلب الرزق
وكان سين يعمل مع والدته في الجزارة


ومن أغرب الحكايات أن سين شتم غلام بأمه وجاءت الأم لتشتكي لأم سين كيف يوجه مثل هذا الكلام لولد شاب لم يكن وقتها الولد شاب ولكن أمه رأته هكذا ، هل كل أم تري إبنها هكذا
فقالت أم سين اللي مش فيكي لا يصعب عليكي ولم ترد المرأة عن نفسها ولكنها كانت تريد أن لا يصراحه بذلك
سأسرع  بالاحداث لنري جزء متأخر شوية عما نحن فيه وهي أنه في يوم من الايام قامت خناقة بين سين ورجل آخر لقد كبرا الشباب في حين طاء خارج جيبون وتطورت الامور وحصل الشيئ الفظيع جدا المسمي الموت
هل مات سين ؟
لا لم يمت
بل مات الرجل الذي ضربه سين ومن وقتها وقد إختفي سين عدة سنين من المنطقة ويقال أنه سافر خارج البلد هل ذهب إلي ليكنزا ؟ لا أحد يعلم علي وجه الدقة
ولكن لسبب لا أحد يعلمه حتي الآن تورط في القتل رجل آخر
أتدرون من
إنه  سيد الجزمجي اللي في خناقة خميس نسيبه خاف وجري بعدما ألقي إليه بالسنجة ، نعم تورط فيها وحُكم عليه بعدة سنوات سجن لم يخبرني منصور بكم سنة قضاها سيد في السجن
وبعد سنين طويلة رجع سين من الخارج و طلع المسجون من السجن وفي يوم آخر وجدوا سين مقتول علي شريط القطار
وهكذا انتهت قصة سين بينما طاء مازال حيا يرزق

حرب الطماطم

حرب الطماطم

حرب الطماطم تلك هي أحد الالعاب المفضلة التي كان يمارسها منصور في صغره فكان هناك بالقرب من ناصية الشارع بعد القهوة بقليل سوق خضار وفاكهة وفي الليل يذهب منصور ورفاقه وتقسم المجموعة إلي قسمين وتبدأ اللعبة بتحديد نوع السلاح الذي كان في الغالب الطماطم المفعصة الملقاة في السوق ويأخذ كل فريق جهة في البداية ثم تبدأ الحرب
والضحايا تكون ملابس متسخة بعصير الطماطم مع وجع في الاكتاف والرأس وباقي البدن من آثار الضرب
وفي موسم غلاء الطماطم كانت تتحول الحرب إلي حرب الباذنجان وهذه أشد ألما وهي من الحروب المحظورة طالما كانت الطماطم متوفرة فإذا شحت الطماطم تحولوا للسلاح الثاني وهو الباذنجان وطبعا كل فريق كان يلتزم بالسلاح المتفق عليه في بدأ الحرب
ولكن كيف تنتهي الحرب لا تنتهي الحرب إلا باستسلام أحد الفريقين وغالبا ما كان يستسلم أفراده وينسحبوا فرادي وينحل الفريق في النهاية

خميس

خميس

كنت وعدت بأن أحكي عن خميس
وها أنا ذا أوفي بوعدي خميس كان كثير ما يسهر علي الناصية هو وأصحابه وكان نتيجة لسهره حكايته مع الحاج خالد اللي حكيناها من شوية صغيرين وكان مرة سهران وكنا في شهر رمضان وشاف المسحراتي معدي ، المسحراتي رجل عجوز بيده طبلة صغيرة ويقول أشعار بنغم موزون مع أسماء الناس اللي في الحتة وكان يطوف الشوارع حارة حارة وشارع شارع يذكر الناس بالسحور أو يوقظهم من النوم من أجل السحور
وخميس شاف المسحراتي من هنا وراح واخد المسحراتي تريقة جامدة والناس كلها قعدت تضحك من كلام خميس ، ومن كلام خميس للمسحراتي مش عيب عليك تبقي رجل كبير كده وواقف تطبل
ومرة ثانية كانوا سهرانين علي الناصية وقامت خناقه مع واحد اسمه حسن
وكان خميس لابس جلابيه ( قميص ) وشوية وكان تحت الجلابيه سنجة كبيرة المهم كان فيه خناقة ومنصور هذا اليوم ذهب إلي بيته باكرا ولم يشهد الخناقة ولا اللي حصل فيها
منك لله يامنصور مش كنت سهرت شوية وعرفت إيه اللي حصل ؟
تاني يوم خميس قاعد علي الناصية لوحده راح حسن ومجموعة من أصحابه من الكفرة التانية راحوا هاجمين علي خميس ومعورينه وكان بالقرب من الناصية منزل نسيب خميس الاسطي سيد الجزمجي سيد شاف المنظر راح خايف
كل اللي عمله نزل سنجه لخميس وجري هوه
المهم خميس اتعور في قلب منطقته وهذه عيبه كبيرة
بعدها بكام يوم كانت الكفرة كلها في منطقة حسن وراحوا مقطعين حسن
وبعدها بيومين جاء حسن بجلابيه مهربده وكان جسمه متخيط في كل جهه إلي خميس في قلب المنطقة وعملوا صلح
وما محبة إلا بعد عداوة

الحاج خالد

أما الحاج خالد



فهذا حكايته حكاية
 اسمه الحاج خالد ولكنه كان بيتعاطي
لأ ، لا يتعاطي البيبيسي والعياذ بالله محدش يفهمني غلط
كان بيتعاطي برشام ،
وفي يوم واحد زبون نظر له وقال إمال حاج خالد ولحية وبتاع
 ضحك وغمز ،
 طبعا الأمور اتطورت مع الحاج خالد
ولكن قبل ما أحكي تطورها عايز أحكي لكم حكاية الحاج خالد والسيد الروسي وشباب الحتة
في يوم من الأيام كان هناك شباب سهران علي الناصية وتحت بيت الحاج خالد بالضبط وصوتهم عالي مين هؤلاء الشباب منهم ( خميس ) وخميس هذا مش عايز أطول أخوه مرة قفل منطقة وخلاهم يناموا بدري وخميس زيه كده وممكن أبقي أحكي لكم عن خميس شوية
المهم سهروا وكانوا مفرفشين وضحك وصوت عالي ،
الحاج خالد اتخنق
وراح شادد الكرباج بتاعه وراح نازل لهم
الشباب شافوا الكرباج راحوا طالعين جري علي طول
هل من المفاجئة ولا خافوا من الحاج خالد
أنا جاي في الكلام أهه
بعدها بكام يوم كان الحاج خالد ذاهب لزوجته الثانية ،
هو متزوج اتنين هو كمان؟
يبدو ذلك وربما أكون أنا نسيت شوية من الكلام الكثير اللي ذكره منصور
المهم الشباب وعلي رأسهم خميس أخذوا أسلحة بيضاء وراحوا عاملين كمين للحاج خالد تحت كوبري في طريقه لزوجته الثانية أو الاولي الله أعلم
سمع بالموضوع هذا المعلم سيد الروسي راح واخد الطبنجة و طالع جري يلحق الحاج خالد قبل ما العيال دي تبهدله

أما الحاج خالد فالدنيا دارت دورتها وتحول من متعاطي البرشام إلي مدمن ومنها باع المحل واشتغل صبي في محل تاني أو صنيعي وأصبح حاله قندله ، وكان شكله فظيع جدا وهو مبهدل في هدومه ولبسه وأحيانا يرتعش وهو يمشي في الشارع
وهذه آخرة اللي يتعاطي البيبسي قصدي البرشام

فين أيامك يافورية

فين أيامك يافورية


كان كل يوم أحد أجازة السيد فورية من المحل  ( محل الحاج خالد ) وكانت المنطقة ومعظم الصنايعية أجازة يوم الأحد وهذا يعني طول النهار لعب كرة وآخر النهار أو من العصر تقريبا دخول السينما

والسيد فورية شاب صعيدي ودماغة ناشفة حطب وهذه حكاية بصحيح وما حدش يضحك مرة السيد فورية قال لمنصور إن دماغه جامدة خالص ضحك منصور واستهزأ به فقال له السيد فورية مش مصدق اضربني عليها وكانت هناك بكرة خيط الحرير كان يسمي هكذا وكان خيط متين جدا يستخدم في تنجيد الكراسي وخلافه وراح منصور واخد البكرة وضارب بعزم ما فيه وتوقع إن سيد هايتعوريعني هايتعور إن ما وقعش وحصل له إغماء من الضربة ولكن بعد الضربة زعل سيد وقال له أنتي ضربت جامد بلا ش هذار رخم ظنه هذار من منصور

ومن ذكريات السينما


كانوا يذهبون إلي السينما جماعات ومرة ذهب منصور مع عكشه صحبه وعكشه وقتها كان أكبر منه وكان يريد أن يتقدم لكلية الشرطة فقال لمنصورخلينا لوحدنا بلاش نروح كلنا وفعلا ذهب منصور وعكشة وجلسا بعيد عن الباقي ، ولكن ماذا كان يفعل بقية الفريق


كانت الناس تري الفيلم وكان منصور وعكشة يتفرجون علي أصحابهم ماذا يفعلون في الناس أثناء عرض الفيلم


كانت الناس تذهب إلي السينما ومعها السندوتشات وقعت قرعة واحد غلبان بجوار الشلة وكان صاحبنا معاه سندويتشات


وفي وسط الضلمة راحت السندوتشات متنقلة من مكان لمكان وتاهت وصاحب السندوتشات يدور ولا أثر ، فص ملح وذابت وبعيد في ركن هناك كانت تُأكل كغنيمة حرب


مرة يوم من أيام الأحاد هذه دخل منصور السينما وكان معاه أخوه وكانت زمان السينما عبارة عن فيلمين واحد عربي والثاني أجنبي والفيلم الأول يعاد ثانية ، وراح منصور صاحبنا قاعد لحد ما عاد الفيلم الأولاني تاني


كان فيه كام واحد في السينما ساعتها ربما في السينما كلها 6 أو 7 إنفار منهم منصور وأخوه


وقربت الساعة علي الثانية صباحا والباشا منصور والمحروس أخوه في السينما وهما في السينما سمعوا صوت واحد بيقول يامنصور ياواد يامنصور أترعبوا كان والدهم الحاج شحاته الجيبوني أنتم هنا ياولاد ال ..


وراح سافخ كل واحد كم قلم علي وشه وراح جررهم معاه علي البيت وهما في الطريق إلي البيت أخذهم علي مسجد به ضريح نسيت اسم الميت اللي فيه هكذا قال منصور وقال إحلفوا إنكم لن تدخلوا السينما تاني


وطبعا حلفوا

ذكريات أيام الشقاوة

ذكريات أيام الشقاوة

من الإعدادية وما قبلها


ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي
ما بنامشي ليل ونهار والطب معاي إحتار قالولي معملك عمل خدوني علي العطار حط البخور علي النار
ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي
قالوا معملك علي سمكة لا في سنارة ولا شبكة تصطادها الصيادين
قالوا معملك علي نجمة وحروف لا تجمع كلمة بالفكر وبالهموم

تلك هي أشهر أغاني شفيقة التي كانت تأتي لتحي حفلات المعلم سيد الروسي وقتها كان منصور وأصدقائه يذهبون ليتفرجوا علي هذه الحفلات التي كانت تقام  في الشارع بجوار منزل المعلم سيد ويعمل مسرح


وكان هناك رجل يصنع سندوتشات الكبده وكان منصور يشتري منها وكانت كل مرة تكون نيئة ومازال منصور يتذكر طعم الكبدة التي لم تنضج ولم تستوي في الطبخ وذلك للضغط الكبير علي هذه السندوتشات في تلك الحفلات ، والحفلات مرة عيد ميلاد ومرة فرح ومرة طهور ( ختان ذكور أم إناث؟ ) أهو ده سؤال منصور لم يعرف يرد عليه ولم يتذكره


وطبعا في الحفلات هذه تأتي رقاصة ولكن منصور بحكم السن كان بينصرف من هذه الحفلات في وقت مبكر والرقاصة كانت تأتي آخر السهرة ، ولكن منصور تذكر مرة مرور والده في يوم من هناك وحكايته عن الراقصة  .....
دعونا من هذا الكلام

ولم تكن تمر هذه الحفلات مرور الكرام فلقد كانت مسوغات لتنشيط السياحة قصدي الصياعة لا مؤاخذه قصدي التجارة


كانت تباع بها الممنوعات ( الحشيش ) وربما بعض الخمور والبيرة وكانت كل مرة تأتي الحكومة لتعكر صفو المزاج العام وتوقف المراكب السايرة وتحارب الرجل الغلبان في أكل عيشه وكان هناك ضابط مشهور اسمه محمد شعبان ،  وشعبان هذا كان فظيع كل الناس تعرف وتسمع عنه كلام كثير ولكنه في تلك الحفلات كانت الناس بتوجب مع المعلم سيد الروسي فحين تحدث كبسة من الحكومة تطلع الناس علي الاسطح العالية وتحدف الحكومة بقوالب الطوب وفي يوم من الايام أُصيب الضابط محمد شعبان


وطبعا تاني يوم كانت المنطقة كلها اسكت هس


ومن حكايات المعلم سيد الروسي إنه مرة اتخانق مع أخين شباب صغير من شباب المنطقة واحد منهم جسمه حلو وكان يرفع أثقال والثاني كان شاب شيك ومالوش في العضلات وراح المعلم سيد فاتح سلاحه الابيض في خفة وسرعة وغازز الواد الجامد في بطنه والثاني طلع يجري


ولكن الشاب الجامد ضربه في وجهه ( مما يعد إهانه للمعلم سيد )


وكذلك أخذ في الجري ومن أعلي المنازل صرخت النساء وقالت علي الشاب غط بطنك حتي لا ينفذ هواء داخل الجرح
ماذا حدث بعد ذلك لم يقص منصور بقية الحكاية
والمعلم سيد كان له زوجتان غير الفكه ، وبصراحة ممكن يكون ما عندوش فكة ، ومكان إقامة الزوجتان بالقرب من بعضهما الفرق 133 متر تقريبا بين المنزلين
وكان هناك في المنطقة الحاج خالد وهو رجل ملتحي ويلقب بالحج ولكن لحيته علي الموضة وقتها متساوية وشيك وتتاربتيه
والحاج خالد صاحب محل تنجيد وعنده صبي يسمي الواد سيد فورية

منصور وشركاه

منصور وشركاه

من المرحلة الثانوية ومنصور مستقيم لا يعرف لكده ولا كده من الباب للباب ولاله دعوه لا بدا ولا بده ولا له أصحاب
لأ  ، مش لهذه الدرجة
كان منصور قبل المرحلة الثانوية يعيش وكأنه شاب يافع فلقد كانت بيئته التي نشأ فيها تساعده علي النمو الاجتماعي المبكر فهو ابن شارع الجمال الذي علي نصيته المسجد وعلي الناصية الثانية قهوة برعي وامتداد الشارع الذي يسكن به هناك بيت المعلم سيد الروسي ، وسيد الروسي تاجر ممنوعات وأسرع رجل يفتح السلاح الأبيض في المنطقة (المطواة القرن الغزال ) ومازال منصور يذكر تلك الحفلات والمناسبات التي كان يستغلها المعلم سيد الروسي لعقد الصفقات ولتوزيع منتجاته الفاخرة وقتها كان منصور في المرحلة الإعداية وما قبلها ( وليست الانهائية وما بعدها علي رأي بز يطير )
وحين كان يحكي لي منصور ما قبل الثانوية أخذ يضحك ويقول رجعتني لأيام الشقاوة تاني

هل تعلم منصور الفوكس برو

هل تعلم منصور الفوكس برو fox pro


أخذ منصور جهاز الكمبيوتر الشخصي من صديقه ( ح ح ) لكي يتعلم الفوكس برو ويعمل بعدها في مجال الكمبيوتر أو قل علي وجه الدقة في مجال برمجة الكمبيوتر ، ولكنه حمل علي الكمبيوتر مع الفوكس برو بعض الألعاب والدنيا ما تخلاش من بعض الفرفشة دار الزمان ومر الوقت وأنهي منصور كليته وعرض عليه صديقه ( ح ح ) العمل معه في نفس الشركة


فصاحب الشركة يعرف منصور ويعرف ( ح ح ) معرفة شخصية


هنا سنحتاج أن نرجع بالذاكرة للخلف نسترجع كيف عرف صاحب الشركة وهو المهندس فهيم منصور وشركاه

طومكنز

سر تلك الانتفاضة !


سر تلك الانتفاضة أن الطفل الصغير فتح لمنصور بابا واسعا من المعرفة ولكي نعرف ماذا فتحه هذا الطفل نحتاج نروي قصة سلفان طومكنز وبول إيكمان


وُلد طومكنز في فيلادفيا في بداية القرن العشرين لأب روسي يعمل طبيب أسنان ، كان قصيراً وذا كرش كبير ، وكان شعره أبيض ، ونظارته سوداء كبيرة ذات إطار بلاستيكي أسود ، كان يعلم علم النفس في جامعة برنستون وروتجرز ، وهو مؤلف كتاب " التصنع والخيال والوعي " وهو عمل ضخم في أربعة أجزاء وكثيف جدا بحيث انقسم القراء إلي قسمين منهم من فهمه واعتقد أنه ألمعي ومنهم من لم يفهمه واعتقد أنه ألمعي ، ولقد كان متحدثا أسطوريا ، ويؤمن طومكنز بأن الوجوه – حتي وجوه الجياد – تحمل ملامح تدل علي المشاعر والدوافع الداخلية ، ويقال أنه كان يدخل مكتب البريد ويتوجه إلي ملصقات الأشخاص المطلوبين ، ويقول بالنظر إلي لقطات الوجوه ما هي الجرائم التي ارتكبها الفارون المختلفون ، ويذكر ابنه مارك أنه كان يشاهد برنامج قول الحقيقة ، وينتقي دون أن يخطئ الاشخاص الذين يكذبون ،


أما بول إيكمان فهو تلميذ طومكنز ولقد ألتقي به لأول مرة في أوائل الستينات وكان إيكمان في ذلك الوقت عالم نفس صغير أنهي للتو دراسته العليا ، وكان مهتما بدراسة الوجوه ، وتسائل هل توجد مجموعة من القواعد الشائعة المقررة التي تحكم علي التعابير الوجهية التي يُظهرها البشر ؟ فقال سلفان طومكنز إنها موجودة ...


زار طومكنز إيكمان بعد وقت غير بعيد ، في مختبره بسان فرانسيسكو ، وكان إيكمان قد شاهد مئة ألف قدم من الافلام التي التقطها عالم الفيروسات كارلتون جادوسك في الغابات النائية ببابوا نيو غينيا . بعض الأفلام كانت عن قبيلة كوكو كوكو ، وهي معادية وفيها طقس جنسي مثلي حيث علي الاولاد قبل سن البلوغ الخدمة كغلمان جنس لدي الرجال الكبار في القبيلة ، أمضي إيكمان ومساعده ، والاس فريزن ، ستة أشهر في فرز الافلام وقص المشاهد الدخيلة ، مركزين علي اللقطات القريبة لوجوه رجال القبيلة لمقارنة التعابير الوجهية للمجموعتين


انتظر طومكنز في الخلف فيما يعد إيكمان آلة العرض ، لم يبلغ بشئ عن القبائل المعنية ، وقد حررت كل الأطر التي يمكن أن تحددها ، نظر طومكنز من خلال نظارته مركزا علي المشاهد


وفي نهاية الفيلم اقترب من الشاشة وأشار إلي وجوه قبيلة ساوث فور ، قال " هؤلاء قوم لطفاء ومتسامحون ومسالمون جداً " ثم أشار إلي وجوه الكوكو كوكو وقال : " هذه المجموعة الأخري عنيفة وثمة أدلة كثيرة توحي بالجنسية المثلية " وحتي اليوم بعد مرور أكثر من 30 عام لا يستطيع إيكمان تجاوز ما فعله طومكنز .

يتذكر إيكمان " يا إلهي إني أذكر بوضوح سؤالي له " سلفان قل لي بربك كيف تقوم بذلك ؟ " فتوجه نحو الشاشة فيما كنا نعيد الفيلم إلي الوراء بسرعة بطيئة ، وأشار إلي انتفاخات وانكماشات محددة في الوجوه استخدمها لاصدار حكمه


عندئذ أدركت أن علي أن أفرغ الوجه ، لقد كان ذلك منجما من المعلومات التي يتجاهلها الجميع ، وكان بوسع هذا الرجل رؤيتها ، وإذا كان بوسعه رؤيتها فربما يستطيع الجميع ذلك


قرر إيكمان وفريزن عندئذ وضع تصنيف للتعابير الوجهية ، فراجعا الكتب الدراسية الطبية التي تشير إلي عضلات الوجه وحددا كل حركة وجهية متميزة يمكن أن يرسمها الوجه ، وكان هناك 43 حركة منها أسماها إيكمان وفيرزن وحدات فعل ثم جلس أحدهما مقابل الآخر وبدأا يراجعان كل وحدة فعل بدورها واستغرق الامر 7 سنوات حتي يعملان الإتلافات الممكنة لل43 حركة


جمع إيكمان وفيرزن في النهاية كل هذه الائتلافات وقواعد قرائتها وتفسيرها في نظام ترميز الأفعال الوجهية ودوناها في وثيقة من 500 صفحة


إيكمان يقول أن الوجه مصدر هائل للمعلومات عن المشاعر بل إنه يقول أن المعلومات التي تظهر علي وجهنا ليست مجرد إشارة إلي ما يجري داخل العقل ، بل هو مايجري داخل عقلنا إلي حد ما

ثقبان في الجمجمة

ثقبان في الجمجمة ؟



بعدما اكتشف الناس ثقب الجمجمة فقد منصور لذته ومتعته في التعرف علي أفكار الناس ولكن لنا أن نسأل ما فائدة وما متعة أن نتعرف علي أفكار الآخرين ؟
لقد اكتشف منصور أن الأجسام تنفعل وتتفاعل مع ما تخبئه في عقولها من أفكار ولكنك لا تملك تفسيرا لتلك الانفعالات لأنك تحاول تفسيرها في ضوء تلك الكلمات التي يلفظها الفم ، وما أكثر أن تكون كلمات بلا معني أو غير صادقة وغير مطابقة لما بالمخ من أفكار وتصورات واهتمامات
فلقد ساعد ثقب الجمجمة منصور في التعرف عن قرب عن دوافع الناس الحقيقية وإنفعلاتهم متي تكون صادقة ومتي تكون خادعة منافقه
وأصاب منصور اضطراب شديد في فهم الناس إذ قد اعتاد علي معرفة ما تخبئه النفوس ، ولم تعد للكلمات أي قيمة أو معني فلقد جرب كذبها وأختبره جيداً ، في يوم ومنصور بحديقة عامة يجلس علي أريكة وبيديه كتاب يقرأ فيه مر بالقرب منه طفل صغير جميل بإحدي يديه ممسك بيد أمه وبيده الأخري أغلق الكتاب الذي كان يقرأ فيه منصور نظر منصور بغضب فلقد فقد الصفحة التي كان يقرأ فيها ولم يكن يضع علامة ولكنه حين انتبه إلي الفاعل وعرف أنه مجرد طفل ، بل وطفل جميل نظر له وابتسم وأخرج من جيبه بمبوني وشيكولاته فلقد اعتاد منصور علي وضع مثل هذه الاشياء بجيبه ولكن الطفل لم يأخذها من يد منصور مباشرة بل نظر الطفل إلي منصور في عينيه فابتسم منصور عندها نظر إلي أمه فطأطأت رأسها بحركة تدل علي الموافقه عندها أخذ الطفل ما أعطاه إياه منصور
مضي الطفل إلي حال سبيله
ومنصور لعبت في ذهنه الأفكار – ملك وكتابة – فلقد كان الحادث رسالة إلي منصور ليدرك شيئاً خطيرا جدا فهناك بدل الثقب ثقبان لا نستطيع أن نغطيهما يكشفان ما بالعقل من أفكار إنهما العينان نافذتان تطل علي الروح وتكشف ما يجول بالعقل ، فلقد علم الصبي الصغير ذلك حين أراد أن يهديه منصور الشيكولاته نظر في عينيه ليعرف ماذا يقصد وماذا يريد
إنتفض منصور من علي الأريكة
ولكن ما سر تلك الانتفاضة ؟

ثقب في الجمجمة

ثقب في الجمجمة


بينما كان منصور يعبث بشعره وجد شيئاً غريباً ، شيئاً غريبا حقا لقد اكتشف أن هناك ثقباً بالجمجمة نعم وهو يداعب شعره ويعبث به وعند بريمة شعره شعر بهذا الثقب ولكن ما هي حكاية هذا الثقب ، وهل هذا خاص به أم أنه ثقب عام في كل رجل وامرأة
فهل الكل لديه ثقب بالجمجمة هذا ما أريد أن أحدثكم عنه


أخذ منصور يتفحص كل من يلاقيه يبحث عن ثقب الجمجمة ، فعلا وجد أن كل واحد لديه ثقبا بالجمجمة ولكن ما فائدة ذلك الثقب اللعين أم أنه دون فائدة ، أخذ يفكر وظل وقتا طويلا يفكر في هذا الثقب وما يعنيه وما فائدته


وفجأة طرأت علي ذهنه فكره ، أخذ المرآة ووضعها فوق الثقب بزاوية ميل ، وفي المقابل وضع مرآة أخري ، ثم أخذ ينظر ، كانت مفاجئة ، لقد رأي أشياءاً عجيبة فلقد وجد إمرأة عارية وسمكة رنجة وشمعة ووردة وزجاجة عطر ، إحمر وجهه خجلا مما رأي ولكن ما هذا الذي رآه عبر ثقب الجمجمة ، إنها أفكاره جميلها وقبيحها فلقد اكتشف أنه عبر الثقب تظهر الافكار ، أخذ يفكر تلك مشكلة حقيقية ماذا لو عرف الناس موضوع الثقب وماذا لو كانوا يرون فعلا أفكارنا هذا هو السؤال


فزع منصور من مجرد الفكرة وسرعان ما بدأ بتغطية هذا الثقب ، نعم غطاه وبدأت نفسه بالهدوء وعادت السكينة إليه رويدا رويدا بعدما غطي ذلك الثقب ، وعلم أنه الآن لم يعد يري أحداً أفكاره


ولكنه انتبه إلي أنه مازال يمكن أن يري أفكار الآخرين أغرته الفكرة بأن يجلس يحاور الناس ويتلصلص بالنظر عبر الثقب ليري فيما هم منشغلون


وكانت الناس تحتار من منصور ومع حيرتها يصيبها العجب والإعجاب منه ، فلقد كانوا يتعجبون كيف يعرف ما يدور بخواطرهم في نفس اللحظة التي يدور فيها ذلك الخاطر ، كما يعرف أفكارهم الثابته واهتمامتهم الأصلية وهم مع تعجبهم معجبون بذلك ولم يدر في خلدهم أنه ربما هناك ثقب يري منه منصور كل تلك الأفكار والخواطر ، فلقد كانت فكرة مستحيلة بالنسبة لهم ، ومع الحرج الذي يصيبهم حين تراودهم أفكارا خبيثة بدأوا يشعرون بالضيق والقلق من مهارات منصور التي تشبه السحر ، ومع ازدياد تلك الحالة بدأوا يلاحظوا أن منصور نفسه لديه بلاستر لاصق في موضع من رأسه بصفة ثابته أول الأمر ظنوا أنه يعاني من حباية ما أو دمل أو ما شابه ذلك مما يستعمل له البلاستر الدائري ، ولكن مع طول وجود هذا البلاستر شكوا في الأمر ، ثم تطلعوا في نفس الموطن في رؤوسهم عندها علموا موضوع الثقب وسرعان ما انتشر الخبر ووضع الجميع البلاستر علي بريمة الرأس خشية أن يري أحد أفكارهم


ملك وكتابة

ملك وكتابة


ملك وكتابة تلك هي فلسفة منصور في الحياة ، أو إن أردنا الدقة مذهبه في الحياة أو طريقته لفهم الحياة وتفسيرها ، يمكن إختصارها في هذين اللفظين ، ملك وكتابة ولكن ما معناهما هذا ما أريد أن أحدثكم عنه


في جيبون تصك العملة المعدنية في أحد وجهيها صورة ملك من ملوكها وفي وجهها الآخر توجد كتابة بقيمة تلك العملة وتاريخ صدورها وكان منصور ورفاقه عندما يريدون عمل القرعة يقرعونها بتلك العملة المعدنية أحدهما يلقيها في الهواء و الثاني يختار ملك أو كتابة


ولكن ما هي فلسفته إذن ؟


كان منصور يقول أن الحياة مع تنوع ما فيها من أحداث وتقلب صروفها وتعدد وجوهها لا تخلو من أحد تفسيرين إما ملك أو كتابة


فالاحداث مهما كانت مفرحة أو مؤلمة ، مهما كانت سعيدة أو تعيسة ، مهما كانت إنتصارات أو إنكسارات يمكننا وصفها بأحد وصفين لا ثالث لهما ملك أو كتابة وهذا يعني أننا نختار تفسير منهما نأول به الاحداث وعلي هذا التأويل نكيف حياتنا وتمضي بنا الحياة غير عابئة بأي الخيارين رضينا


ويعني ذلك أنه مهما حدث يمكن تفسيره بأنه كتابة أي مكتوب عليك وبالتالي عليك أن تزعن وتصبر حتي يأتيك ما هو مكتوب عليك وحين يأتيك عليك بتقبله مهما كان وذلك معني الكتابة


التفسير الثاني ويعني أنك أنت الملك وكل ما يحدث لصالحك ولكن عليك معرفة وجه كونه لصالحك والاستفادة منه وهذا معني ملك


فإما أن تفسر الاحداث وكل ما يقع بك بأن ترضي وتذعن والرضي هنا لا يعني عدم السخط بل يعني كبته والاستسلام


أو أن تبحث في الاحداث وتفتشها عما يجعلها أفيد لك وأحسن وتجعلها مصاغة لصالحك ترعي شأنك وكأنك الملك


ولقد كان الملك هو اختيار منصور لتفسير الحياة وتقلباتها بالنسبة إليه ،فلا يري من الأحداث مهما أحلولكت جنباتها إلا وجها مضيئاً مشرقا له ما بعده


نعم يتألم بين الحين والآخر ، نعم يزرف الدمع مدرارا ، لكنه لا ييأس ولا يقنط بل عليه أن يبحث عما تخبئه الأحداث من هدايا ومفاجئات سارة ولو بعد حين ، ولكن ما هي حالته حتي يهتدي للتفسير الذي يري فيه الملك


تلك هي فترات إبتلاء واختبار العزيمة ، أحيانا يصيبه القلق والهم حتي يدرك كنه الأحداث وحقيقتها ، وأحيانا أخري يتشكك في كل شيئ ، يتشكك في مذهبه وطريقته في الحياة خاصة مع الضغوط التي تمارس عليه من كل اتجاه والتي تحدثه بالكتابة وليس الملك


وأحيانا أخري يظل مبتسما تلك الابتسامة الغامضة التي تقول ليس الأمر علي ما ترون






منصور والكمبيوتر والعمل

كيف لمنصور أن يعمل في مجال الكمبيوتر
هذا هو السؤال الذي طرأ علي ذهنه عندما عرض عليه صديقه ( ح ح) ، نعم فلقد كان يعلم منصور الكمبيوتر ولكن كل ما تعلمه عنه بعد التشغيل هو لغة الفورتران التي كان يستخدمها في كلية العلوم

رجع منصور بالذاكرة إلي الخلف ، استوقفته مشاهد الكمبيوتر والجامعة ، عندها تذكر بداية رحلته مع هذا الجهاز العجيب ، أول الامر كان منصور لا يحب الذهاب إلي المحاضرات ، بل كان يذهب الكلية بعد صلاة الظهر يجلس مع أصدقائه يحدثهم ويحدثونه ويعرف منهم ماذا أخذوا اليوم من محاضرات ، هل هذا كل ما كان يفعله منصور ؟
لا ، بل كان لديه مجموعة من الاصدقاء الذين يقيمون في شقق مفروشة نظراً لأنهم من خارج المحافظة التي بها الجامعة ومن هؤلاء الاصدقاء كان هناك محمد البحيري و البحيري هنا نسب وليس اسم فهو من البحيرة ، وكان منصور يحب الذهاب إليه و الجلوس معه ومع أصدقائه في السكن اللذين لم يكونوا من نفس الكلية بل من كليات مختلفة ، وكانوا يميلون لروح المداعبة وخفة الظل ، والمقالب
كما أن منصور كان يُعجب بطريقتهم في المعيشة وكيف يقضون أيامهم ، وكيف يتغلبون علي مشكلة الأكل بأن يطبخوا هم لأنفسهم
وفي يوم من الايام ذهب منصور لمحمد وبعدما جلسا سويا وتناولا الشاي ، فقال محمد لمنصور تعالي معي الكلية ، فاليوم في كمبيوتر ، فقال منصور كمبيوتر ، بصراحة أنا لا أعرف فيه شيئاً ، وحاسس إنه معقد قوي ، فقال محمد بالعكس إنه لذيذ وممتع حقاً ، استغرب منصور من رد فعل محمد من الكمبيوتر هذا الوحش المجهول بالنسبة لمنصور ، وكانت في هذه المرحلة يوجد بالكلية معمل كمبيوتر به عدد من الأجهزة، والمعمل مفتوح طوال أيام الاسبوع للفرقة الرابعة من قسم الرياضيات بالكلية ، وهذا يعني أنه بوسعهم الذهاب إلي المعمل متي شاءوا ذلك ، ذهب منصور مع محمد في هذا اليوم كانت هناك معيدة مسؤولة عن المعمل ، عرفت أن منصور أول يوم له في معمل الكمبيوتر وهذا هو أول لقاء له مع الكمبيوتر ، شيئاً فشيئاً بدأ التعارف ومع التعارف بدأ حائط الثلج الذي يقف عثرة بين منصور وبين الكمبيوتر في الذوبان
توالت الايام ومنصور يذهب للمعمل يتعلم الكمبيوتر ...
كان منصور يتعلم الفورتران التي يستطيع عن طريقها حل المسائل الرياضية ، ولكنها لغة لم تكن تعجب منصور ، الذي نما بداخله شعور غريب عن الكمبيوتر وعن عالمه ، فقد كان يري منصور أن الكمبيوتر يجب أن ينبض بالحياة أو يحاكيها علي الاقل ، ولا يدري لماذا جاءه هذا التصور عن الكمبيوتر ، كما أنه كيف تبدلت هذه المفاهيم ، لعل السر في ذلك هي حب منصور للريضيات التي جعلت منه شخصا يميل لكل ماهو منطقي مسبب
كان لمنصور أصدقاء آخرين وكان منهم محمد الطالب بكلية الهندسة الذي عرض عليه وضعه وحكي له حكايته مع الكمبيوتر والفورتران اللعين هذا ، فقال له أنهيمكنه تعلم لغة ال c أو turbo c فإنها أفضل بكثير من الفورتران ووعده أن يحضر له ديسكات السي أو التربو سي
ذهب منصور إلي الكلية وقابل المعيدة وحكي لها فكرته في تعلم التربو سي عن طريق تحميل ديسكاته علي أحد أجهزة الكمبيوتر فرحبت بالفكرة وقالت علي الاقل الواحد يتعلم حاجة جديدة ،أحضر محمد لمنصور ديسكات التربو سي وكذلك أعطاه نسخة من كتاب لتعليم التربو سي ،في هذا الوقت كان من يعرف شيئاً عن الكمبيوتر في الجامعة كلها نفر قليل وكل مايعرفونه هو مجرد فك الخط
بدأ منصور مرحلة ثانية في علاقته مع الكمبيوتر إذبدأ باختيار برنامج من البرامج المكتوبة بلغة التربو سي من الكتاب ثم تطبيقه علي الكمبيوتر ثم بعد ذلك يتعرف علي الكود جزء جزء مجريا تعديلات علي الكود وفق ما يريده وهكذا بدأ اللعب بالكمبيوتر
أصبح منصور يحب الذهاب إلي الكلية من أجل الكمبيوتر ، وكان معظم وقته في المعمل ، وكانت المعيدة تتابع تقدمه بانبهار فالسي لغة تنبض بالحياة عن الفورتران
وفي يوم من الايام جلس منصور يعدل في برنامج وظيفته إظهار عصيان متحركة تدور في أشكال هندسية جميلة وتغير ألوانها وكان يريد منصور مع كل تغير في اللون أن تظهر اسمه في مكان مخصوص
وفي ذلك الوقت كان في المعمل أحد الدكاترة الذين يدرسون لمنصور وفي لحظة ما نظر إلي الكمبيوتر وجد هناك حاجات بتلعب وألوان وحبشتكنات
فاتغاظ وقال لمنصور إنت مش عندك محاضرة الآن فسكت منصور ولم يتكلم ووقتها لم يكن يعلم هل فعلا عنده محاضرة ولا لأ
ولكن هذا ما تعلمه منصور خلال آخر عهده بالكلية ولكن هل هذا كافي لدخول سوق العمل بالكمبيوتر ؟
الاجابة لا لم يكن كافي لذا كان السؤال كيف أعمل بمجال الكمبيوتر الذي سأله منصور لصديقه ( ح ح ) عندها إقترح ( ح ح ) علي منصور أن يتعلم الفوكس برو تلك هي لغة البيزنيس ذلك الوقت وكل الشركات تعمل منها البرامج التجارية وتبيع منها وتكسب النقود
عندها ظهر نفس السؤال كيف ؟ لكن كيف هنا هو كيف اتعلم الفوكس برو
عندها عرض ( ح ح) علي منصور أن يعيره جهازه الشخصي كي يتعلم عليه ، لم يصدق منصور أنه فعلا يمكنه هذا ، ولكنه كان فعلا صادقا في شيئين في أن يجعل منصور يعمل في مجال الكمبيوتر وكان صادقا في إعطاء منصور جهازه الشخصي حتي يتعلم عليه
لم ينس ولن ينس منصور ذلك الموقف أبداً
لأنه مثال بسيط للنصح ، مثال صادق للنصح ، فكثير ما مر مع منصور من ينصحه بلسان بارد ونصيحه شاحبة ، وما اللسان البارد والنصيحة الشاحبة إلا تلك التي تخرج من الأفواه لمجرد الكلام ليس لها سند شرعي من مساندة عملية ، بل هي مجرد كلام في كلام ، تلك هي نوعية النصائح التي اعتاد منصور علي تلقيها
فقد ضرب ( ح ح ) مثالا آخر لنوع آخر من النصائح المدعومة بالفعل ، المدعومة بمساندة فعالة حتي تنجح تلك النصيحة وتخرج إلي حيز الواقع