ملك وكتابة

ملك وكتابة


ملك وكتابة تلك هي فلسفة منصور في الحياة ، أو إن أردنا الدقة مذهبه في الحياة أو طريقته لفهم الحياة وتفسيرها ، يمكن إختصارها في هذين اللفظين ، ملك وكتابة ولكن ما معناهما هذا ما أريد أن أحدثكم عنه


في جيبون تصك العملة المعدنية في أحد وجهيها صورة ملك من ملوكها وفي وجهها الآخر توجد كتابة بقيمة تلك العملة وتاريخ صدورها وكان منصور ورفاقه عندما يريدون عمل القرعة يقرعونها بتلك العملة المعدنية أحدهما يلقيها في الهواء و الثاني يختار ملك أو كتابة


ولكن ما هي فلسفته إذن ؟


كان منصور يقول أن الحياة مع تنوع ما فيها من أحداث وتقلب صروفها وتعدد وجوهها لا تخلو من أحد تفسيرين إما ملك أو كتابة


فالاحداث مهما كانت مفرحة أو مؤلمة ، مهما كانت سعيدة أو تعيسة ، مهما كانت إنتصارات أو إنكسارات يمكننا وصفها بأحد وصفين لا ثالث لهما ملك أو كتابة وهذا يعني أننا نختار تفسير منهما نأول به الاحداث وعلي هذا التأويل نكيف حياتنا وتمضي بنا الحياة غير عابئة بأي الخيارين رضينا


ويعني ذلك أنه مهما حدث يمكن تفسيره بأنه كتابة أي مكتوب عليك وبالتالي عليك أن تزعن وتصبر حتي يأتيك ما هو مكتوب عليك وحين يأتيك عليك بتقبله مهما كان وذلك معني الكتابة


التفسير الثاني ويعني أنك أنت الملك وكل ما يحدث لصالحك ولكن عليك معرفة وجه كونه لصالحك والاستفادة منه وهذا معني ملك


فإما أن تفسر الاحداث وكل ما يقع بك بأن ترضي وتذعن والرضي هنا لا يعني عدم السخط بل يعني كبته والاستسلام


أو أن تبحث في الاحداث وتفتشها عما يجعلها أفيد لك وأحسن وتجعلها مصاغة لصالحك ترعي شأنك وكأنك الملك


ولقد كان الملك هو اختيار منصور لتفسير الحياة وتقلباتها بالنسبة إليه ،فلا يري من الأحداث مهما أحلولكت جنباتها إلا وجها مضيئاً مشرقا له ما بعده


نعم يتألم بين الحين والآخر ، نعم يزرف الدمع مدرارا ، لكنه لا ييأس ولا يقنط بل عليه أن يبحث عما تخبئه الأحداث من هدايا ومفاجئات سارة ولو بعد حين ، ولكن ما هي حالته حتي يهتدي للتفسير الذي يري فيه الملك


تلك هي فترات إبتلاء واختبار العزيمة ، أحيانا يصيبه القلق والهم حتي يدرك كنه الأحداث وحقيقتها ، وأحيانا أخري يتشكك في كل شيئ ، يتشكك في مذهبه وطريقته في الحياة خاصة مع الضغوط التي تمارس عليه من كل اتجاه والتي تحدثه بالكتابة وليس الملك


وأحيانا أخري يظل مبتسما تلك الابتسامة الغامضة التي تقول ليس الأمر علي ما ترون






0 Response to "ملك وكتابة"

إرسال تعليق