مع القرود

مع القرود

تربي منصور في منطقة حيث لم يكن يتعامل مع أطفال بل قرود فلقد كان بالناصية الثانية لشارع الجمال بالقرب منها مساكن 5 أدوار وكان لمنصور كثير من الأصدقاء من المساكن وكانوا يطلعون علي أسطح تلك العمارات ويلعبون الكرة وألعاب أخري وكان منهم من يمشي علي السور علي ارتفاع 5 أدوار وعرض السور 15 سنتيمتر فقط وكان كثيرا ما يضج سكان الدور الخامس بمن يدب فوقهم جريا ولعبا فيهرلون إلي السطح وبيديهم المقشات الطويلة وكان الهرب في تلك الحالة يحدث علي شكل مناورات رهيبة فمنهم من كان يتدلي بجسمه ليقف علي عتبة يقفز منها إلي مدخل السطح بعد مرور الغازي بمقشته ومنهم من كان يرتفع ليختفي أعلي غرفة مبنية فوق السطح ومنهم من كان يستخبي وراء غرفة وسط السطح حتي يمر الرجل بالمقشة ثم يفر هاربا من باب السطح


ومن الالعاب المشهورة التي كانوا يمارسونها فوق هذه الاسطح هي تطير الطيارات الورقية


وأحيانا لم يكن الصعود إلي هذه الاسطح للعب فقط بل كان ساعات ما يصاحبه أكل وشرب وتقضية كثير من الوقت


ومن المقالب التي كانت كثيرا ما تحدث كان يقف منصور بجوار أحد أصدقائه ويشير علي غلام في العمارة المقابلة ويقول هو اسمه فلان ويكون هذا اسم رجل أو شاب آخر يقف أسفل العمارة ويقول لمن بجواره قل ياحمار يافلان مثلا ولكن انظر إلي الاسفل حتي لا يعرف انك أنت القائل فيفعل صاحبنا فيجد من بالاسفل ينظر إليه وقد عرفه ويتوعده ويتهدده ويقع منصور من الضحك علي صاحبه الذي دب فيه الذعر من الموقف


وكان أحيانا يذهب الجميع في رحلة عبر القطار إلي أين مش مهم المهم الذهاب خارج المدينة مرة لصيد السمك ومرة لأغراض أخري ، يتجولون في مدينة أخري غير عابئين لصغر سنهم ولا لقلة معرفتهم وخبرتهم بالأماكن التي يذهبون إليها


وأحيانا يذهبون إلي السينما ويدخلون أفلام طاخ طيخ وعندما يخرجون من السينما تعاني الشوراع من تمثيلهم لتلك الأفلام عقب رؤيتها إذ تُدار الحروب في الشوارع بعد الفيلم وياسلام بقي لو قامت خناقة بعد الفيلم مع أحد عينك ما تشوف إلا النور

في المدرسة

في المدرسة


كانت مدرسة منصور الابتدائية بجوار منزله في شارع الجمال وكان منصور حين يستيقظ يغسل وجهه ويرتدي ملابسه ويخرج فإذا وجد الوقت مبكرا دخل ثانية ونام بملابسه ولا يستيقظ إلا علي جرس المدرسة فيقوم مسرعا فلا يفوته شئ ، وكان منصور يحب مادة الرياضيات ولا يدري متي أحس بتلك العلاقة التي تربطه بها وهل أحبها فجأة وما قصة هذا الحب لا يدري كل الذي يذكره هو حبه للرياضيات


وكان يحب منصور الجلوس في المقاعد الخلفية وظلت هذه عادة ملازمة له في معظم مراحل تعليمه ، وفي السنة النهائية للمرحلة الابتدائية كان يجلس قبيل الأخير وعلي يمينه آخر الفصل رصت صفة من الراسبين وكان أستاذ الحساب وكان يسمي الاستاذ عبد السيد يسأل التلاميذ بالدور ومن لا يستطيع الإجابة طالته النشابة قصدي العصاية وكان من بجوار منصور يسألون منصور عن الإجابة وكان لدي منصور حس الدعابة وبعض الشقاوة فكان يعطيهم إجابات خيالية حتي إذا ما وصل إليه الدور أجاب بالإجابة الصحيحة فيجلس هو كاتما ضحكاته والعصاية تدور علي الباقيين بالقسط والعدل


وكان منصور يشترك في الكانتين الخاص بالمدرسة وهي عبارة عن أن يدفع جزء من مصروفه يستثمر في شراء البسكوت والحلويات التي تباع في المدرسة وتوزع نهاية العام الأرباح علي المشتركين في الكانتين وكان من وظائف المشتركين في الكانتين هي الخروج من المدرسة لشراء هذه الحلويات وفي يوم من الأيام لاقي أبو منصور الحاج محمود الجيبوني منصور أمامه خارج المدرسة في وقت الدراسة فقال له ماذا تعمل خارج المدرسة فقال له أنه خرج لشراء الحلويات بأذن من المدرسة فاصطحبه وذهب معه للمدرسة يستكشف الموضوع فأثني المدرسين علي منصور خيرا مما أثلج صدر والد منصور


وكان منصور يكره الجغرافيا كره العمي وكان يُدرسها أيضا استاذ عبد السيد ولكن استاذ عبد السيد يعلم شطارة منصور في الحساب والذي منه فخفف هذا من وقع الجغرافيا عليه


وفي حصص الالعاب كان يذهب منصور إلي المدرسة دون ملابس الألعاب وفي حصة الألعاب ينظر من ثقب بالباب وينادي علي أحد ينادي علي والدته لتحضر له لبس الالعاب وكان يحدث هذا أيضا في الفسحة والسندوتشات كانت تأتيه في الفسحة عبر البوابة ، وكان للمدرسة بابين باب للتلاميذ وهذا بجوار بيته تماما وباب للإدارة وهذا بالشارع الخلفي من المدرسة


وكان منصور لا يعترض علي السندوتشات خاصة حين تأتي في عيش بلدي ، أما أخوه فكان دائما ما يعترض ويرفض رفضا باتا أن تأتيه سندوتشات في غير العيش الفينو ، وكان يقول لإمه لا آكل في عيش بلدي أمام الأبله – الاستاذه يعني –

ألفين مبروك

ألفين مبروك


كان هناك فرح لأحد شباب الحتة وكانت هناك مشكلة بين الست أم منصور والست أم العريس وبينهما قطيعة وفي الفرح كان هناك أصحاب العريس من بلد أخري وأخذوا يغنوا للعريس ويزفوه بطريقة جديدة لم تكن من عادات أهل بلدة منصور فوقف منصور يتفرج علي تلك الزفة العجيبة وبينما هو يتفرج مع الأطفال مثله وجد أم العريس أمامه استحي منها أن يقف في فرح إبنها يتفرج وينبسط وبينها وبين أمه قطيعة وخناقة فقال لها علي الفور ألف مبروك وبهذا تخلص من تلك الأزمة ووضع نفسه علي الحياد في تلك القضية الشائكة ضحكت أم العريس وقالت له عقبالك ياحبيبي وسررت جداً من فعله ، تدور الأيام وتنقضي الليالي وتتصالح الأمان أم العريس وأم منصور فتقول أم العريس لأم منصور في فرح إبني جائني منصور وبارك لي وماجتش منك وظلت تفتخر بهذا وتجعله سبة لأم منصور وعيب في حقها أما منصور فلقد بات الأسير والمفضل لدي الست أم العريس بسبب ألفين مبروك التي جاءت في وقتها

مع جدتي

حكايات مع الجدة

كان لمنصور حكايات خاصة جدا مع جدته رحمها الله فلقد كان الأثير لديها فكانت تخصه بهبات لا تعطيها لغيره من أخوته وأخواته ، كانت الجدة في حين أنها تعيش معهم في نفس الشقة إلا أنها كانت تستقل بحياتها فلها معاشها الذي تنفق منه علي نفسها في استقلالية تامة ولقد كانت تشعر بأنها أصل البيت فلقد كانت الأسرة تقيم في منزل الجدة إذ تزوج أبو منصور في شقة والده ، كان عندما يحين موعد القبض يعني قبض المعاش تأخذ منصور معها وحين ترجع من القبض تعطي منصور بعض النقود وتقول له لا تخبر أحداً من أخوتك حتي لا يثوروا علي ، ووصلت هذه النفحة إلي خمسة جنيهات


كما أنه كان يأكل معها أحياناً وبهذا فلقد كان يأخذ في اليوم الواحد منابين من الفراخ أو اللحوم وهذا لم يتحصل عليه أحد غيره في المنزل كله وربما أكل الفراخ في اليوم الواحد ثلاث مرات وتلك أيضا عجيبة غريبة إذ كانت الجدة غير منتظمة في أكلها وشربها فربما رجع منصور من صلاة الفجر بعد الشروق فتشعر الجدة بالجوع وكذلك منصور فتقوم الجدة بتسخين الدجاج المسلوق فيأكلا سويا دجاج وشربة في وقت الإفطار لقد كان منصور ينام معها في غرفتها


ولكن ما سر تعلق الجدة بمنصور دون باقي إخوته أو والديه ، فلقد كان منصور به رقة وحنية طبيعية مع دماثة في الخلق وبراءة الطفولة ومرح أيضا ، ولقد كان هو من يقضي لها حوائجها إذا احتاجت لشئ ، حتي إذا ما مرت السنون وأخذ الوهن يدب فيها وتتأخر صحتها راح يحمل بولها ليلقيه في الحمام وكانت تدعوا له أحر الدعاء ولعل هذا ما أبقي منصور داخل دائرة من الحفظ والرعاية الإلهية مع الاحداث الجسام التي تعرض لها ونجاه الله منها مما سيأتي معنا بعد ذلك


ولقد كنا هذا التعلق ليس خاصا بالجدة بل هذه المرحلة العمرية كانت تجد في منصور الصبي الطيب التي ترغب في مرافقته في هدوء واسترخاء الشيخوخة ، فلقد كان منصور علي نفس العلاقة مع الحاج اليمني وهو رجل عجوز في مثل سن جدته أو أكبر وقيل إن أصله من اليمن ولقد أتي جيبون من قديم الزمان وقيل إنه أتي جيبون سيرا علي الاقدام


فلقد كان حين يمر الحاج اليمني به وهويلعب بالشارع يذهب معه منصور ليوصله إلي المسجد وكان يدخل معه ويساعده حتي يتوضأ وكان يجلس يصلي معه ويوصله بعد ذلك إلي منزله ثم يعاود اللعب مرة أخري ، وبعدما تُوفي الحاج اليمني أرتبط منصور برجل آخر كبير في السن أسمر البشرة من السودان عاش معه تلك الصحبة التي عاشها مع الحاج اليمني إلا أنه كان لا يوصل هذا الرجل إلي المسجد بل كانا يتقابلان في المسجد وكان هذا الرجل يعمل شئ غريب جدا علي منصور، كان يكتب أحاديث علي ورق وينسخها بالكربون وكان يفرقها في المسجد وكان يعطي لمنصور نسخة من هذه الأحاديث الشريفة التي كانت تدور حول الاخلاق وثمرتها والآداب وحدودها وفضائل الاعمال وبركتها وثوابها وكان منصور يحتفظ بتلك الأوراق المباركة التي تحوي حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ، كما تحوي روح البذل والحب من الرجل السوداني للنبي صلي الله عليه وسلم وللدين والشريعة والإسلام وحبه للبشر والإنسانية ، كما تحمل إبداعه الذي لم يقف عاجزا تجاه فقره في نصرة ما يحب من كلام خير البرية ودينه وشريعته وبث فضائل الاعمال والاخلاق


لقد كانت تلك العلاقات الطيبة التي بناها منصور في مقتبل حياته لا لم يبنها هو بل بناها الله له لكي يدربه وينشأه علي مفاهيم حب البشرية وحب الدين وحب البذل والتضحية في سبيل ما يحب ما أجملها تلك الأيام والسنين لقد كانت مليئة بالمرح ومن خلال المرح كانت تخط الخطوط الأولية للحلم ، حلم ينمو ببطأ و ينضج علي مهل ،

مغامرات عاطفية

مغامرات عاطفية

منصور حين يحكي لك عن حياته في المرحلة الاعدادية تظن أنه يحكي قصة شاب جامعي وحين يحكي حكايات ثانوي وكأنه رجل رشيد ولكن ماذا ستكون حكاياته حين يصل لمرحلة الرجولة ؟


فلقد كان يمر بالمراحل العمرية في غير سنها هل نسمي ذلك نضوج مبكر أم ماذا ؟ في الواقع لا أعرف لهذا اسم ولكنه حدث بالفعل وتلك بعض المغامرات العاطفية التي خاضها وهو في المرحلة الإعدادية وما قبلها


كانت أول قصة راسخة في ذهنه سوسو التي تحدثنا عنها من قبل وتلك كانت بنت جميلة، طبعا جميلة فكل مُحب يري في محبوبته بنت جميلة ولاشك ولقد ظن أنه كان يعجبها هو الآخر فلقد كانت تبادله تلك الإشارات التي يرسلها المحبون ويتلقونها بدأ الأمر ينتشر رويدا رويدا في زمرة الأصحاب وبعدها فترت تلك الإشارات فلم تعد هناك أي استجابات عندها قرر العنكبوت صديق منصور أن يساعده في تلك المشكلة فتدخل لصالح منصور لإعادة بث تلك الإشارات أو تقويتها كما يفعل الربيتر في حالات الإشارات الضعيفة في دنيا الشبكات بل كان أكثر من ربيتر للسيجنال بل كان محفزاً لها ، ولكن عند تدخل العنكبوت بان للبنت وجه آخر لم يكن يعلم عنه أحد فلقد بدأت تتلاعب بالأمر برمته ووصفته في استهزاء بأنه الولد الأبيض وكأنها لا تعرفه وهذا ما ضايق منصور لا قولها الولد الأبيض ولكن السياق الذي قيلت فيه تلك العبارة وترك تلك المسألة يدوايها الزمان بطريقته غير آسف علي ما حدث هكذا حكي منصور وهل فعلا تتخلي النفس في سهوله عن الحب ؟ وهل كان هذا حبا أم أنه لعب عيال ؟ أم أنه وأنت صغير تحب علي قدر قلبك الصغير فيكون حبك هو الآخر صغير علي قدر قلبك وكلما كبر قلبك كبر حبك ؟


مر الزمان بدورته المعتادة وفي يوم كانت هناك رحلة ولم يكن من ضمنها منصور ولكن كانت فيها سوسو وكان فيها أيضاً العنكبوت وبعدما رجع الجميع من الرحلة حدث العنكبوت صديقه وقال علي فكرة سوسو جميلة لم أكن أراها قبل ذلك كذلك ، أي قبل تلك الرحلة هنا تأكدت رؤية منصور لتلك السوسو علي حقيقتها وأغلقت القضية كما يحدث في جرائم القتل التي تقفل وتسجل ضد مجهول


في تلك الأثناء لم يكن منصور يعلم أن هناك إشارات ترسل من أماكن أخري من طرف واحد فقط ، إذ كان مغلقا لجهاز الاستقبال لديه وكانت هناك فتاة ترسل تلك الإشارات لمنصور ولكن منصور في خفة وطيش الطفولة السنية والمراهقة الفكرية والعاطفية تندر بتلك الإشارات وأخذ يعلنها علي سبيل الفخر وانتشر الخبر في الاجواء وباتت الحتة كلها تعرف بأمر تلك الفتاة المدلهمة في غرام الولد الأبيض
وبمرور الوقت أدرك منصور غلطته وسفاهته وحماقته وندم وأسف علي سلوكه المشين تجاه تلك الفتاة وعلم أنه بأس الجزاء الذي قدمه لتلك الفتاة التي أعلنت حقيقة مشاعرها تجاهه ولكن لات حين مندم

ولكن هل انتهت تلك المغامرات لا لم تنتهي فقد كانت هناك إشارات أخري من فتاة أخري وأدرك منصور غلطته السابقة فلم يكررها وحاط تلك الإشارات بالسرية والحيطة فلم يخبر أحد ولكن الخبر انتشر أيضا بل تطور نطور مزعج ، وماهو ذلك فلقد عرف بحكاية الإشارات هذه شاب لم يعجبه الأمر
هل لم يعجبه غيرة وحسد وحقد ؟ ربما ، وربما كان مجرد لهو وعبث حتي تنامي الخبر إلي أخوها وعندها احتدم الصراع وكأي صراع في تلك المرحلة فهي مرحلة التجارب لا مرحلة الإصابة وفيها يتمرن القلب علي الإرسال والاستقبال لهذه الإشارات الرائعة التي تسبغ علي الحياة ضوءا باهرا وقلق لذيذ

ضرب نار

ضرب نار

حكي لي منصور تلك الحكاية المفزعة بدت عليه علامات القلق والاضطراب وهي أول مرة يشاهد فيها ضرب نار حي بالمنطقة التي يسكن فيها في خناقة عابرة ، ولكن ما سر كرب منصور من تلك الحكاية ، هذا ما جعلني أسأله عن سر تغير علامات وجهه عند سردها ولقد كانت مفاجئة أنه كان عرضة لأن يُضرب هو بالنار فكيف ذلك تعالوا نستمع لقصته
قال منصور:
في يوم من الأيام وأنا واقف علي الناصية كان هناك بعيد عني بحوالي 200 متر أو أكثر قليلا خناقة بين إثنين ، أحدهما شاب في العشرينات من عمره والآخر صول في الشرطة ولقد تعالت الاصوات وفجأة هرب الشاب من الصول الذي كان ممسكاً بتلابيبه و أخذ يركض في اتجاه منصور وأصبح هذا الشاب بين منصور وبين حضرة الصول وبعد بُرهة وجيزة أشهر الصول سلاحة وهو مسدس وأخذ يلاحق الشاب وعندما أدرك منصور حقيقة الموقف وأن الصول رافع مسدسه ويطارد هذا الشاب إنتابه القلق والاضطراب وقرر الذهاب للمنزل دخل الشاب مسرعا في الحارة التي يقطن فيها منصور وبعد دخوله فيها كان علي منصور الانصراف سريعا من ساحة المعركة التي لا تؤمن عاقبتها وجري منصور بكل طاقته في حارته باتجاه منزله ولكنه فجأة انتابته قشعريرة وأخذ نفسه يتسارع ودقات قلبه أصبحت كأنها طبول حرب مزعجة وما ذلك إلا لأنه أدرك أنه أصبح الآن بين الصول وبين الشاب وربما قرر الصول إطلاق النار فتصيب منصور ولقد كان يعلم منصور كثير من الحكايات الحقيقية التي يقع فيها الناس صرعي أو جرحي في خناقات لمجرد تواجدهم في المكان الخطأ في الوقت الخطأ وخشي علي نفسه أن يقع ضحية خناقة لا ناقة له فيها ولا جمل ، وكانت هناك سيارة مركونة في وسط الشارع قرر منصور أن يختبأ خلفها حتي يمر من أمامه الصول بمسدسه ثم يجري بعد ذلك إلي منزله وبعدما أختبأ منصور خلف السيارة المركونة علي جانبي أحد المنازل طرأ علي ذهن منصور صورة أخري مُفزعة وهي كيف لو ظن حضرة الصول أن المختبأ خلف السيارة هوالشاب المطارد وليس منصور عندها فزع منصور من مجرد هذا الهاجس لذا قرر أن يظهر وجهه من خلف السيارة حتي يراه الصول فلا يخطئه ويسرع بإطلاق النار عليه ومرت الأوقات متثاقلة وكانت كل ثانية تمر وكأنها سنة من قلق وخوف شديد حتي مر الصول بجواره وواصل مطاردته للشاب وعندما أصبح منصور خلف الشاب وخلف الصول أخذ يجري هو الآخر مسرعا كل يلوذ بالفرار من هذا الموقف العصيب ولكنه في تلك اللحظة بدأ إطلاق النار وسمع منصور صوت الرصاص الذي دوي في أذنيه محدثا فزعا شديداً ورأي الرصاص يصيب الشاب وتتناثر الدماء علي الطريق


ومسرعا لا يلوي علي شئ دخل منزله منصور مرتجف الجنان وكانت تلك لحظات من أفزع اللحظات التي شاهدها وهو مازال في سن الطفولة ولم يبلغ بعد مرحلة المراهقة ،


أن تكون شاهدا علي ضرب نار وعرضة لأن تكون هدفا لتلك الطلقات و لو علي طريق الخطأ موقف لا يُحسد عليه أحد


ولكن ماذا حدث لقد أخترقت الطلقة جنب الشاب وحين وصل إلي الناصية الثانية للحارة وقع علي باب محل للحلاقة ممرغا واجهتها وأرضيتها بالدماء ، تلك كانت قصة أول مرة يشاهد فيها منصور ضرب نار ومرت السنين الطويلة وعاش الشاب بعد ذلك وعاش الصول ولكن ماذا كان سبب الخناقة لا أحد يعرف علي وجه اليقين هل كان الشاب يعاكس ابنة الصول مثلا ربما وربما أشياء كثيرة أخري ولكن حضرة الصول سُرح من الشرطة وبعد فترة طويلة ذهب بصره ولقد رآه منصور بعد ذلك علي تلك الناصية التي كان يقف عليها شاهرا سلاحه علي رأس الشاب المصاب والغارق في دماءه ولكنه علي الجهة الأخري من الناصية ليست جهة محل الحلاقة بل جهة المسجد لقد كان يقف وهو واضعا نضارة سوداء علي عينيه يداري العمي الذي أصابه وسائلا الناس الصدقة والإحسان

الثنائي المشهور ( طاء و سين )

الثنائي المشهور ( طاء وسين )

كان في الحتة ثنائي مشهور جدا هما ( طاء وسين ) و( طاء ) يسكن بالقرب من منصور وأخوه صديق حميم لمنصور
ومن حكايات ( طاء و سين ) أنهما عندما نجحا في الدبلوم نصبوا ضمة وعلقوا نور وأحضروا كراسي وسماعات وكانت سهرة غناء من أجلهما إجتمع فيها شباب الحتة
و( طاء ) جسمه قوي وضخم هكذا يذكره منصور ولكن منصور في ذلك الوقت كان مازال صغيرا وبالتالي فكان سبب رؤيته ضخم الجثة قوي العضلات ربما كان بسبب صغر منصور نفسه إلا أن المرء مهما كبر يتذكر الاشياء بحجم ماكان يراها في طفولته لا بحجمها الطبيعي ، ولكن ما سر ذلك ، هل لان الانسان يكون في مرحلة الطفولة أساطيره وذكرياته ولا يحب العبث بتلك الأساطير وتلك الذكريات مثلا ، ام أنه لا يريد أن يفكر ولو مجرد تفكير أنه قد أخطأ في ظنه وفي اعتباراته وان حياته لولا تلك الاخطاء المتراكمة في التصور والسلوك لأخذت منحي آخر
أما أنه يريد ان يحتفظ بتلك المنطقة الخضراء الجميلة ( الذكريات ) يذهب إليها كل حين وآخر هربا من ضغط الواقع وقسوة الحياة ولا يريد أن تفقد تلك المنطقة الخضراء ( الذكريات ) أي لون من الوانها وأي شذي من عطرها الله وحده يعلم لماذا يفعل المرء ذلك
في يوم من الايام  فعل (سين )في مدرسة الصنايع الدبلوم شيئا مما يقتضي ذهاب ولي الأمر وكان ( طاء ) بمدرسة أخري فذهب ( طاء ) علي أنه ولي أمر ( سين ) نعم يبدو من هذه الحكاية أن طاء كان ضخم الجثة بالنسبة لسنه أيضا وليس لمنصور
وفي المدرسة راح ضارب سين بالقلم وهو القلم حتي يسبك الدور وفعلا اتسبك بس سين أخد حقه لما طلع من المدرسة

كان  إ ذا تشاجر أحدهما تشاجر الثاني تبعا لذلك وإذا لم يكن موجود فعندما يحضر تعاد الخناقة ثاني حتي ولو كانت هدأت حتي يستطيع الصديق أن يتضامن مع صديقه
طاء سافر خارج جيبون من أجل طلب الرزق
وكان سين يعمل مع والدته في الجزارة


ومن أغرب الحكايات أن سين شتم غلام بأمه وجاءت الأم لتشتكي لأم سين كيف يوجه مثل هذا الكلام لولد شاب لم يكن وقتها الولد شاب ولكن أمه رأته هكذا ، هل كل أم تري إبنها هكذا
فقالت أم سين اللي مش فيكي لا يصعب عليكي ولم ترد المرأة عن نفسها ولكنها كانت تريد أن لا يصراحه بذلك
سأسرع  بالاحداث لنري جزء متأخر شوية عما نحن فيه وهي أنه في يوم من الايام قامت خناقة بين سين ورجل آخر لقد كبرا الشباب في حين طاء خارج جيبون وتطورت الامور وحصل الشيئ الفظيع جدا المسمي الموت
هل مات سين ؟
لا لم يمت
بل مات الرجل الذي ضربه سين ومن وقتها وقد إختفي سين عدة سنين من المنطقة ويقال أنه سافر خارج البلد هل ذهب إلي ليكنزا ؟ لا أحد يعلم علي وجه الدقة
ولكن لسبب لا أحد يعلمه حتي الآن تورط في القتل رجل آخر
أتدرون من
إنه  سيد الجزمجي اللي في خناقة خميس نسيبه خاف وجري بعدما ألقي إليه بالسنجة ، نعم تورط فيها وحُكم عليه بعدة سنوات سجن لم يخبرني منصور بكم سنة قضاها سيد في السجن
وبعد سنين طويلة رجع سين من الخارج و طلع المسجون من السجن وفي يوم آخر وجدوا سين مقتول علي شريط القطار
وهكذا انتهت قصة سين بينما طاء مازال حيا يرزق

حرب الطماطم

حرب الطماطم

حرب الطماطم تلك هي أحد الالعاب المفضلة التي كان يمارسها منصور في صغره فكان هناك بالقرب من ناصية الشارع بعد القهوة بقليل سوق خضار وفاكهة وفي الليل يذهب منصور ورفاقه وتقسم المجموعة إلي قسمين وتبدأ اللعبة بتحديد نوع السلاح الذي كان في الغالب الطماطم المفعصة الملقاة في السوق ويأخذ كل فريق جهة في البداية ثم تبدأ الحرب
والضحايا تكون ملابس متسخة بعصير الطماطم مع وجع في الاكتاف والرأس وباقي البدن من آثار الضرب
وفي موسم غلاء الطماطم كانت تتحول الحرب إلي حرب الباذنجان وهذه أشد ألما وهي من الحروب المحظورة طالما كانت الطماطم متوفرة فإذا شحت الطماطم تحولوا للسلاح الثاني وهو الباذنجان وطبعا كل فريق كان يلتزم بالسلاح المتفق عليه في بدأ الحرب
ولكن كيف تنتهي الحرب لا تنتهي الحرب إلا باستسلام أحد الفريقين وغالبا ما كان يستسلم أفراده وينسحبوا فرادي وينحل الفريق في النهاية

خميس

خميس

كنت وعدت بأن أحكي عن خميس
وها أنا ذا أوفي بوعدي خميس كان كثير ما يسهر علي الناصية هو وأصحابه وكان نتيجة لسهره حكايته مع الحاج خالد اللي حكيناها من شوية صغيرين وكان مرة سهران وكنا في شهر رمضان وشاف المسحراتي معدي ، المسحراتي رجل عجوز بيده طبلة صغيرة ويقول أشعار بنغم موزون مع أسماء الناس اللي في الحتة وكان يطوف الشوارع حارة حارة وشارع شارع يذكر الناس بالسحور أو يوقظهم من النوم من أجل السحور
وخميس شاف المسحراتي من هنا وراح واخد المسحراتي تريقة جامدة والناس كلها قعدت تضحك من كلام خميس ، ومن كلام خميس للمسحراتي مش عيب عليك تبقي رجل كبير كده وواقف تطبل
ومرة ثانية كانوا سهرانين علي الناصية وقامت خناقه مع واحد اسمه حسن
وكان خميس لابس جلابيه ( قميص ) وشوية وكان تحت الجلابيه سنجة كبيرة المهم كان فيه خناقة ومنصور هذا اليوم ذهب إلي بيته باكرا ولم يشهد الخناقة ولا اللي حصل فيها
منك لله يامنصور مش كنت سهرت شوية وعرفت إيه اللي حصل ؟
تاني يوم خميس قاعد علي الناصية لوحده راح حسن ومجموعة من أصحابه من الكفرة التانية راحوا هاجمين علي خميس ومعورينه وكان بالقرب من الناصية منزل نسيب خميس الاسطي سيد الجزمجي سيد شاف المنظر راح خايف
كل اللي عمله نزل سنجه لخميس وجري هوه
المهم خميس اتعور في قلب منطقته وهذه عيبه كبيرة
بعدها بكام يوم كانت الكفرة كلها في منطقة حسن وراحوا مقطعين حسن
وبعدها بيومين جاء حسن بجلابيه مهربده وكان جسمه متخيط في كل جهه إلي خميس في قلب المنطقة وعملوا صلح
وما محبة إلا بعد عداوة

الحاج خالد

أما الحاج خالد



فهذا حكايته حكاية
 اسمه الحاج خالد ولكنه كان بيتعاطي
لأ ، لا يتعاطي البيبيسي والعياذ بالله محدش يفهمني غلط
كان بيتعاطي برشام ،
وفي يوم واحد زبون نظر له وقال إمال حاج خالد ولحية وبتاع
 ضحك وغمز ،
 طبعا الأمور اتطورت مع الحاج خالد
ولكن قبل ما أحكي تطورها عايز أحكي لكم حكاية الحاج خالد والسيد الروسي وشباب الحتة
في يوم من الأيام كان هناك شباب سهران علي الناصية وتحت بيت الحاج خالد بالضبط وصوتهم عالي مين هؤلاء الشباب منهم ( خميس ) وخميس هذا مش عايز أطول أخوه مرة قفل منطقة وخلاهم يناموا بدري وخميس زيه كده وممكن أبقي أحكي لكم عن خميس شوية
المهم سهروا وكانوا مفرفشين وضحك وصوت عالي ،
الحاج خالد اتخنق
وراح شادد الكرباج بتاعه وراح نازل لهم
الشباب شافوا الكرباج راحوا طالعين جري علي طول
هل من المفاجئة ولا خافوا من الحاج خالد
أنا جاي في الكلام أهه
بعدها بكام يوم كان الحاج خالد ذاهب لزوجته الثانية ،
هو متزوج اتنين هو كمان؟
يبدو ذلك وربما أكون أنا نسيت شوية من الكلام الكثير اللي ذكره منصور
المهم الشباب وعلي رأسهم خميس أخذوا أسلحة بيضاء وراحوا عاملين كمين للحاج خالد تحت كوبري في طريقه لزوجته الثانية أو الاولي الله أعلم
سمع بالموضوع هذا المعلم سيد الروسي راح واخد الطبنجة و طالع جري يلحق الحاج خالد قبل ما العيال دي تبهدله

أما الحاج خالد فالدنيا دارت دورتها وتحول من متعاطي البرشام إلي مدمن ومنها باع المحل واشتغل صبي في محل تاني أو صنيعي وأصبح حاله قندله ، وكان شكله فظيع جدا وهو مبهدل في هدومه ولبسه وأحيانا يرتعش وهو يمشي في الشارع
وهذه آخرة اللي يتعاطي البيبسي قصدي البرشام

فين أيامك يافورية

فين أيامك يافورية


كان كل يوم أحد أجازة السيد فورية من المحل  ( محل الحاج خالد ) وكانت المنطقة ومعظم الصنايعية أجازة يوم الأحد وهذا يعني طول النهار لعب كرة وآخر النهار أو من العصر تقريبا دخول السينما

والسيد فورية شاب صعيدي ودماغة ناشفة حطب وهذه حكاية بصحيح وما حدش يضحك مرة السيد فورية قال لمنصور إن دماغه جامدة خالص ضحك منصور واستهزأ به فقال له السيد فورية مش مصدق اضربني عليها وكانت هناك بكرة خيط الحرير كان يسمي هكذا وكان خيط متين جدا يستخدم في تنجيد الكراسي وخلافه وراح منصور واخد البكرة وضارب بعزم ما فيه وتوقع إن سيد هايتعوريعني هايتعور إن ما وقعش وحصل له إغماء من الضربة ولكن بعد الضربة زعل سيد وقال له أنتي ضربت جامد بلا ش هذار رخم ظنه هذار من منصور

ومن ذكريات السينما


كانوا يذهبون إلي السينما جماعات ومرة ذهب منصور مع عكشه صحبه وعكشه وقتها كان أكبر منه وكان يريد أن يتقدم لكلية الشرطة فقال لمنصورخلينا لوحدنا بلاش نروح كلنا وفعلا ذهب منصور وعكشة وجلسا بعيد عن الباقي ، ولكن ماذا كان يفعل بقية الفريق


كانت الناس تري الفيلم وكان منصور وعكشة يتفرجون علي أصحابهم ماذا يفعلون في الناس أثناء عرض الفيلم


كانت الناس تذهب إلي السينما ومعها السندوتشات وقعت قرعة واحد غلبان بجوار الشلة وكان صاحبنا معاه سندويتشات


وفي وسط الضلمة راحت السندوتشات متنقلة من مكان لمكان وتاهت وصاحب السندوتشات يدور ولا أثر ، فص ملح وذابت وبعيد في ركن هناك كانت تُأكل كغنيمة حرب


مرة يوم من أيام الأحاد هذه دخل منصور السينما وكان معاه أخوه وكانت زمان السينما عبارة عن فيلمين واحد عربي والثاني أجنبي والفيلم الأول يعاد ثانية ، وراح منصور صاحبنا قاعد لحد ما عاد الفيلم الأولاني تاني


كان فيه كام واحد في السينما ساعتها ربما في السينما كلها 6 أو 7 إنفار منهم منصور وأخوه


وقربت الساعة علي الثانية صباحا والباشا منصور والمحروس أخوه في السينما وهما في السينما سمعوا صوت واحد بيقول يامنصور ياواد يامنصور أترعبوا كان والدهم الحاج شحاته الجيبوني أنتم هنا ياولاد ال ..


وراح سافخ كل واحد كم قلم علي وشه وراح جررهم معاه علي البيت وهما في الطريق إلي البيت أخذهم علي مسجد به ضريح نسيت اسم الميت اللي فيه هكذا قال منصور وقال إحلفوا إنكم لن تدخلوا السينما تاني


وطبعا حلفوا

ذكريات أيام الشقاوة

ذكريات أيام الشقاوة

من الإعدادية وما قبلها


ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي
ما بنامشي ليل ونهار والطب معاي إحتار قالولي معملك عمل خدوني علي العطار حط البخور علي النار
ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي ما بنامشي
قالوا معملك علي سمكة لا في سنارة ولا شبكة تصطادها الصيادين
قالوا معملك علي نجمة وحروف لا تجمع كلمة بالفكر وبالهموم

تلك هي أشهر أغاني شفيقة التي كانت تأتي لتحي حفلات المعلم سيد الروسي وقتها كان منصور وأصدقائه يذهبون ليتفرجوا علي هذه الحفلات التي كانت تقام  في الشارع بجوار منزل المعلم سيد ويعمل مسرح


وكان هناك رجل يصنع سندوتشات الكبده وكان منصور يشتري منها وكانت كل مرة تكون نيئة ومازال منصور يتذكر طعم الكبدة التي لم تنضج ولم تستوي في الطبخ وذلك للضغط الكبير علي هذه السندوتشات في تلك الحفلات ، والحفلات مرة عيد ميلاد ومرة فرح ومرة طهور ( ختان ذكور أم إناث؟ ) أهو ده سؤال منصور لم يعرف يرد عليه ولم يتذكره


وطبعا في الحفلات هذه تأتي رقاصة ولكن منصور بحكم السن كان بينصرف من هذه الحفلات في وقت مبكر والرقاصة كانت تأتي آخر السهرة ، ولكن منصور تذكر مرة مرور والده في يوم من هناك وحكايته عن الراقصة  .....
دعونا من هذا الكلام

ولم تكن تمر هذه الحفلات مرور الكرام فلقد كانت مسوغات لتنشيط السياحة قصدي الصياعة لا مؤاخذه قصدي التجارة


كانت تباع بها الممنوعات ( الحشيش ) وربما بعض الخمور والبيرة وكانت كل مرة تأتي الحكومة لتعكر صفو المزاج العام وتوقف المراكب السايرة وتحارب الرجل الغلبان في أكل عيشه وكان هناك ضابط مشهور اسمه محمد شعبان ،  وشعبان هذا كان فظيع كل الناس تعرف وتسمع عنه كلام كثير ولكنه في تلك الحفلات كانت الناس بتوجب مع المعلم سيد الروسي فحين تحدث كبسة من الحكومة تطلع الناس علي الاسطح العالية وتحدف الحكومة بقوالب الطوب وفي يوم من الايام أُصيب الضابط محمد شعبان


وطبعا تاني يوم كانت المنطقة كلها اسكت هس


ومن حكايات المعلم سيد الروسي إنه مرة اتخانق مع أخين شباب صغير من شباب المنطقة واحد منهم جسمه حلو وكان يرفع أثقال والثاني كان شاب شيك ومالوش في العضلات وراح المعلم سيد فاتح سلاحه الابيض في خفة وسرعة وغازز الواد الجامد في بطنه والثاني طلع يجري


ولكن الشاب الجامد ضربه في وجهه ( مما يعد إهانه للمعلم سيد )


وكذلك أخذ في الجري ومن أعلي المنازل صرخت النساء وقالت علي الشاب غط بطنك حتي لا ينفذ هواء داخل الجرح
ماذا حدث بعد ذلك لم يقص منصور بقية الحكاية
والمعلم سيد كان له زوجتان غير الفكه ، وبصراحة ممكن يكون ما عندوش فكة ، ومكان إقامة الزوجتان بالقرب من بعضهما الفرق 133 متر تقريبا بين المنزلين
وكان هناك في المنطقة الحاج خالد وهو رجل ملتحي ويلقب بالحج ولكن لحيته علي الموضة وقتها متساوية وشيك وتتاربتيه
والحاج خالد صاحب محل تنجيد وعنده صبي يسمي الواد سيد فورية

منصور وشركاه

منصور وشركاه

من المرحلة الثانوية ومنصور مستقيم لا يعرف لكده ولا كده من الباب للباب ولاله دعوه لا بدا ولا بده ولا له أصحاب
لأ  ، مش لهذه الدرجة
كان منصور قبل المرحلة الثانوية يعيش وكأنه شاب يافع فلقد كانت بيئته التي نشأ فيها تساعده علي النمو الاجتماعي المبكر فهو ابن شارع الجمال الذي علي نصيته المسجد وعلي الناصية الثانية قهوة برعي وامتداد الشارع الذي يسكن به هناك بيت المعلم سيد الروسي ، وسيد الروسي تاجر ممنوعات وأسرع رجل يفتح السلاح الأبيض في المنطقة (المطواة القرن الغزال ) ومازال منصور يذكر تلك الحفلات والمناسبات التي كان يستغلها المعلم سيد الروسي لعقد الصفقات ولتوزيع منتجاته الفاخرة وقتها كان منصور في المرحلة الإعداية وما قبلها ( وليست الانهائية وما بعدها علي رأي بز يطير )
وحين كان يحكي لي منصور ما قبل الثانوية أخذ يضحك ويقول رجعتني لأيام الشقاوة تاني

هل تعلم منصور الفوكس برو

هل تعلم منصور الفوكس برو fox pro


أخذ منصور جهاز الكمبيوتر الشخصي من صديقه ( ح ح ) لكي يتعلم الفوكس برو ويعمل بعدها في مجال الكمبيوتر أو قل علي وجه الدقة في مجال برمجة الكمبيوتر ، ولكنه حمل علي الكمبيوتر مع الفوكس برو بعض الألعاب والدنيا ما تخلاش من بعض الفرفشة دار الزمان ومر الوقت وأنهي منصور كليته وعرض عليه صديقه ( ح ح ) العمل معه في نفس الشركة


فصاحب الشركة يعرف منصور ويعرف ( ح ح ) معرفة شخصية


هنا سنحتاج أن نرجع بالذاكرة للخلف نسترجع كيف عرف صاحب الشركة وهو المهندس فهيم منصور وشركاه

طومكنز

سر تلك الانتفاضة !


سر تلك الانتفاضة أن الطفل الصغير فتح لمنصور بابا واسعا من المعرفة ولكي نعرف ماذا فتحه هذا الطفل نحتاج نروي قصة سلفان طومكنز وبول إيكمان


وُلد طومكنز في فيلادفيا في بداية القرن العشرين لأب روسي يعمل طبيب أسنان ، كان قصيراً وذا كرش كبير ، وكان شعره أبيض ، ونظارته سوداء كبيرة ذات إطار بلاستيكي أسود ، كان يعلم علم النفس في جامعة برنستون وروتجرز ، وهو مؤلف كتاب " التصنع والخيال والوعي " وهو عمل ضخم في أربعة أجزاء وكثيف جدا بحيث انقسم القراء إلي قسمين منهم من فهمه واعتقد أنه ألمعي ومنهم من لم يفهمه واعتقد أنه ألمعي ، ولقد كان متحدثا أسطوريا ، ويؤمن طومكنز بأن الوجوه – حتي وجوه الجياد – تحمل ملامح تدل علي المشاعر والدوافع الداخلية ، ويقال أنه كان يدخل مكتب البريد ويتوجه إلي ملصقات الأشخاص المطلوبين ، ويقول بالنظر إلي لقطات الوجوه ما هي الجرائم التي ارتكبها الفارون المختلفون ، ويذكر ابنه مارك أنه كان يشاهد برنامج قول الحقيقة ، وينتقي دون أن يخطئ الاشخاص الذين يكذبون ،


أما بول إيكمان فهو تلميذ طومكنز ولقد ألتقي به لأول مرة في أوائل الستينات وكان إيكمان في ذلك الوقت عالم نفس صغير أنهي للتو دراسته العليا ، وكان مهتما بدراسة الوجوه ، وتسائل هل توجد مجموعة من القواعد الشائعة المقررة التي تحكم علي التعابير الوجهية التي يُظهرها البشر ؟ فقال سلفان طومكنز إنها موجودة ...


زار طومكنز إيكمان بعد وقت غير بعيد ، في مختبره بسان فرانسيسكو ، وكان إيكمان قد شاهد مئة ألف قدم من الافلام التي التقطها عالم الفيروسات كارلتون جادوسك في الغابات النائية ببابوا نيو غينيا . بعض الأفلام كانت عن قبيلة كوكو كوكو ، وهي معادية وفيها طقس جنسي مثلي حيث علي الاولاد قبل سن البلوغ الخدمة كغلمان جنس لدي الرجال الكبار في القبيلة ، أمضي إيكمان ومساعده ، والاس فريزن ، ستة أشهر في فرز الافلام وقص المشاهد الدخيلة ، مركزين علي اللقطات القريبة لوجوه رجال القبيلة لمقارنة التعابير الوجهية للمجموعتين


انتظر طومكنز في الخلف فيما يعد إيكمان آلة العرض ، لم يبلغ بشئ عن القبائل المعنية ، وقد حررت كل الأطر التي يمكن أن تحددها ، نظر طومكنز من خلال نظارته مركزا علي المشاهد


وفي نهاية الفيلم اقترب من الشاشة وأشار إلي وجوه قبيلة ساوث فور ، قال " هؤلاء قوم لطفاء ومتسامحون ومسالمون جداً " ثم أشار إلي وجوه الكوكو كوكو وقال : " هذه المجموعة الأخري عنيفة وثمة أدلة كثيرة توحي بالجنسية المثلية " وحتي اليوم بعد مرور أكثر من 30 عام لا يستطيع إيكمان تجاوز ما فعله طومكنز .

يتذكر إيكمان " يا إلهي إني أذكر بوضوح سؤالي له " سلفان قل لي بربك كيف تقوم بذلك ؟ " فتوجه نحو الشاشة فيما كنا نعيد الفيلم إلي الوراء بسرعة بطيئة ، وأشار إلي انتفاخات وانكماشات محددة في الوجوه استخدمها لاصدار حكمه


عندئذ أدركت أن علي أن أفرغ الوجه ، لقد كان ذلك منجما من المعلومات التي يتجاهلها الجميع ، وكان بوسع هذا الرجل رؤيتها ، وإذا كان بوسعه رؤيتها فربما يستطيع الجميع ذلك


قرر إيكمان وفريزن عندئذ وضع تصنيف للتعابير الوجهية ، فراجعا الكتب الدراسية الطبية التي تشير إلي عضلات الوجه وحددا كل حركة وجهية متميزة يمكن أن يرسمها الوجه ، وكان هناك 43 حركة منها أسماها إيكمان وفيرزن وحدات فعل ثم جلس أحدهما مقابل الآخر وبدأا يراجعان كل وحدة فعل بدورها واستغرق الامر 7 سنوات حتي يعملان الإتلافات الممكنة لل43 حركة


جمع إيكمان وفيرزن في النهاية كل هذه الائتلافات وقواعد قرائتها وتفسيرها في نظام ترميز الأفعال الوجهية ودوناها في وثيقة من 500 صفحة


إيكمان يقول أن الوجه مصدر هائل للمعلومات عن المشاعر بل إنه يقول أن المعلومات التي تظهر علي وجهنا ليست مجرد إشارة إلي ما يجري داخل العقل ، بل هو مايجري داخل عقلنا إلي حد ما

ثقبان في الجمجمة

ثقبان في الجمجمة ؟



بعدما اكتشف الناس ثقب الجمجمة فقد منصور لذته ومتعته في التعرف علي أفكار الناس ولكن لنا أن نسأل ما فائدة وما متعة أن نتعرف علي أفكار الآخرين ؟
لقد اكتشف منصور أن الأجسام تنفعل وتتفاعل مع ما تخبئه في عقولها من أفكار ولكنك لا تملك تفسيرا لتلك الانفعالات لأنك تحاول تفسيرها في ضوء تلك الكلمات التي يلفظها الفم ، وما أكثر أن تكون كلمات بلا معني أو غير صادقة وغير مطابقة لما بالمخ من أفكار وتصورات واهتمامات
فلقد ساعد ثقب الجمجمة منصور في التعرف عن قرب عن دوافع الناس الحقيقية وإنفعلاتهم متي تكون صادقة ومتي تكون خادعة منافقه
وأصاب منصور اضطراب شديد في فهم الناس إذ قد اعتاد علي معرفة ما تخبئه النفوس ، ولم تعد للكلمات أي قيمة أو معني فلقد جرب كذبها وأختبره جيداً ، في يوم ومنصور بحديقة عامة يجلس علي أريكة وبيديه كتاب يقرأ فيه مر بالقرب منه طفل صغير جميل بإحدي يديه ممسك بيد أمه وبيده الأخري أغلق الكتاب الذي كان يقرأ فيه منصور نظر منصور بغضب فلقد فقد الصفحة التي كان يقرأ فيها ولم يكن يضع علامة ولكنه حين انتبه إلي الفاعل وعرف أنه مجرد طفل ، بل وطفل جميل نظر له وابتسم وأخرج من جيبه بمبوني وشيكولاته فلقد اعتاد منصور علي وضع مثل هذه الاشياء بجيبه ولكن الطفل لم يأخذها من يد منصور مباشرة بل نظر الطفل إلي منصور في عينيه فابتسم منصور عندها نظر إلي أمه فطأطأت رأسها بحركة تدل علي الموافقه عندها أخذ الطفل ما أعطاه إياه منصور
مضي الطفل إلي حال سبيله
ومنصور لعبت في ذهنه الأفكار – ملك وكتابة – فلقد كان الحادث رسالة إلي منصور ليدرك شيئاً خطيرا جدا فهناك بدل الثقب ثقبان لا نستطيع أن نغطيهما يكشفان ما بالعقل من أفكار إنهما العينان نافذتان تطل علي الروح وتكشف ما يجول بالعقل ، فلقد علم الصبي الصغير ذلك حين أراد أن يهديه منصور الشيكولاته نظر في عينيه ليعرف ماذا يقصد وماذا يريد
إنتفض منصور من علي الأريكة
ولكن ما سر تلك الانتفاضة ؟

ثقب في الجمجمة

ثقب في الجمجمة


بينما كان منصور يعبث بشعره وجد شيئاً غريباً ، شيئاً غريبا حقا لقد اكتشف أن هناك ثقباً بالجمجمة نعم وهو يداعب شعره ويعبث به وعند بريمة شعره شعر بهذا الثقب ولكن ما هي حكاية هذا الثقب ، وهل هذا خاص به أم أنه ثقب عام في كل رجل وامرأة
فهل الكل لديه ثقب بالجمجمة هذا ما أريد أن أحدثكم عنه


أخذ منصور يتفحص كل من يلاقيه يبحث عن ثقب الجمجمة ، فعلا وجد أن كل واحد لديه ثقبا بالجمجمة ولكن ما فائدة ذلك الثقب اللعين أم أنه دون فائدة ، أخذ يفكر وظل وقتا طويلا يفكر في هذا الثقب وما يعنيه وما فائدته


وفجأة طرأت علي ذهنه فكره ، أخذ المرآة ووضعها فوق الثقب بزاوية ميل ، وفي المقابل وضع مرآة أخري ، ثم أخذ ينظر ، كانت مفاجئة ، لقد رأي أشياءاً عجيبة فلقد وجد إمرأة عارية وسمكة رنجة وشمعة ووردة وزجاجة عطر ، إحمر وجهه خجلا مما رأي ولكن ما هذا الذي رآه عبر ثقب الجمجمة ، إنها أفكاره جميلها وقبيحها فلقد اكتشف أنه عبر الثقب تظهر الافكار ، أخذ يفكر تلك مشكلة حقيقية ماذا لو عرف الناس موضوع الثقب وماذا لو كانوا يرون فعلا أفكارنا هذا هو السؤال


فزع منصور من مجرد الفكرة وسرعان ما بدأ بتغطية هذا الثقب ، نعم غطاه وبدأت نفسه بالهدوء وعادت السكينة إليه رويدا رويدا بعدما غطي ذلك الثقب ، وعلم أنه الآن لم يعد يري أحداً أفكاره


ولكنه انتبه إلي أنه مازال يمكن أن يري أفكار الآخرين أغرته الفكرة بأن يجلس يحاور الناس ويتلصلص بالنظر عبر الثقب ليري فيما هم منشغلون


وكانت الناس تحتار من منصور ومع حيرتها يصيبها العجب والإعجاب منه ، فلقد كانوا يتعجبون كيف يعرف ما يدور بخواطرهم في نفس اللحظة التي يدور فيها ذلك الخاطر ، كما يعرف أفكارهم الثابته واهتمامتهم الأصلية وهم مع تعجبهم معجبون بذلك ولم يدر في خلدهم أنه ربما هناك ثقب يري منه منصور كل تلك الأفكار والخواطر ، فلقد كانت فكرة مستحيلة بالنسبة لهم ، ومع الحرج الذي يصيبهم حين تراودهم أفكارا خبيثة بدأوا يشعرون بالضيق والقلق من مهارات منصور التي تشبه السحر ، ومع ازدياد تلك الحالة بدأوا يلاحظوا أن منصور نفسه لديه بلاستر لاصق في موضع من رأسه بصفة ثابته أول الأمر ظنوا أنه يعاني من حباية ما أو دمل أو ما شابه ذلك مما يستعمل له البلاستر الدائري ، ولكن مع طول وجود هذا البلاستر شكوا في الأمر ، ثم تطلعوا في نفس الموطن في رؤوسهم عندها علموا موضوع الثقب وسرعان ما انتشر الخبر ووضع الجميع البلاستر علي بريمة الرأس خشية أن يري أحد أفكارهم


ملك وكتابة

ملك وكتابة


ملك وكتابة تلك هي فلسفة منصور في الحياة ، أو إن أردنا الدقة مذهبه في الحياة أو طريقته لفهم الحياة وتفسيرها ، يمكن إختصارها في هذين اللفظين ، ملك وكتابة ولكن ما معناهما هذا ما أريد أن أحدثكم عنه


في جيبون تصك العملة المعدنية في أحد وجهيها صورة ملك من ملوكها وفي وجهها الآخر توجد كتابة بقيمة تلك العملة وتاريخ صدورها وكان منصور ورفاقه عندما يريدون عمل القرعة يقرعونها بتلك العملة المعدنية أحدهما يلقيها في الهواء و الثاني يختار ملك أو كتابة


ولكن ما هي فلسفته إذن ؟


كان منصور يقول أن الحياة مع تنوع ما فيها من أحداث وتقلب صروفها وتعدد وجوهها لا تخلو من أحد تفسيرين إما ملك أو كتابة


فالاحداث مهما كانت مفرحة أو مؤلمة ، مهما كانت سعيدة أو تعيسة ، مهما كانت إنتصارات أو إنكسارات يمكننا وصفها بأحد وصفين لا ثالث لهما ملك أو كتابة وهذا يعني أننا نختار تفسير منهما نأول به الاحداث وعلي هذا التأويل نكيف حياتنا وتمضي بنا الحياة غير عابئة بأي الخيارين رضينا


ويعني ذلك أنه مهما حدث يمكن تفسيره بأنه كتابة أي مكتوب عليك وبالتالي عليك أن تزعن وتصبر حتي يأتيك ما هو مكتوب عليك وحين يأتيك عليك بتقبله مهما كان وذلك معني الكتابة


التفسير الثاني ويعني أنك أنت الملك وكل ما يحدث لصالحك ولكن عليك معرفة وجه كونه لصالحك والاستفادة منه وهذا معني ملك


فإما أن تفسر الاحداث وكل ما يقع بك بأن ترضي وتذعن والرضي هنا لا يعني عدم السخط بل يعني كبته والاستسلام


أو أن تبحث في الاحداث وتفتشها عما يجعلها أفيد لك وأحسن وتجعلها مصاغة لصالحك ترعي شأنك وكأنك الملك


ولقد كان الملك هو اختيار منصور لتفسير الحياة وتقلباتها بالنسبة إليه ،فلا يري من الأحداث مهما أحلولكت جنباتها إلا وجها مضيئاً مشرقا له ما بعده


نعم يتألم بين الحين والآخر ، نعم يزرف الدمع مدرارا ، لكنه لا ييأس ولا يقنط بل عليه أن يبحث عما تخبئه الأحداث من هدايا ومفاجئات سارة ولو بعد حين ، ولكن ما هي حالته حتي يهتدي للتفسير الذي يري فيه الملك


تلك هي فترات إبتلاء واختبار العزيمة ، أحيانا يصيبه القلق والهم حتي يدرك كنه الأحداث وحقيقتها ، وأحيانا أخري يتشكك في كل شيئ ، يتشكك في مذهبه وطريقته في الحياة خاصة مع الضغوط التي تمارس عليه من كل اتجاه والتي تحدثه بالكتابة وليس الملك


وأحيانا أخري يظل مبتسما تلك الابتسامة الغامضة التي تقول ليس الأمر علي ما ترون






منصور والكمبيوتر والعمل

كيف لمنصور أن يعمل في مجال الكمبيوتر
هذا هو السؤال الذي طرأ علي ذهنه عندما عرض عليه صديقه ( ح ح) ، نعم فلقد كان يعلم منصور الكمبيوتر ولكن كل ما تعلمه عنه بعد التشغيل هو لغة الفورتران التي كان يستخدمها في كلية العلوم

رجع منصور بالذاكرة إلي الخلف ، استوقفته مشاهد الكمبيوتر والجامعة ، عندها تذكر بداية رحلته مع هذا الجهاز العجيب ، أول الامر كان منصور لا يحب الذهاب إلي المحاضرات ، بل كان يذهب الكلية بعد صلاة الظهر يجلس مع أصدقائه يحدثهم ويحدثونه ويعرف منهم ماذا أخذوا اليوم من محاضرات ، هل هذا كل ما كان يفعله منصور ؟
لا ، بل كان لديه مجموعة من الاصدقاء الذين يقيمون في شقق مفروشة نظراً لأنهم من خارج المحافظة التي بها الجامعة ومن هؤلاء الاصدقاء كان هناك محمد البحيري و البحيري هنا نسب وليس اسم فهو من البحيرة ، وكان منصور يحب الذهاب إليه و الجلوس معه ومع أصدقائه في السكن اللذين لم يكونوا من نفس الكلية بل من كليات مختلفة ، وكانوا يميلون لروح المداعبة وخفة الظل ، والمقالب
كما أن منصور كان يُعجب بطريقتهم في المعيشة وكيف يقضون أيامهم ، وكيف يتغلبون علي مشكلة الأكل بأن يطبخوا هم لأنفسهم
وفي يوم من الايام ذهب منصور لمحمد وبعدما جلسا سويا وتناولا الشاي ، فقال محمد لمنصور تعالي معي الكلية ، فاليوم في كمبيوتر ، فقال منصور كمبيوتر ، بصراحة أنا لا أعرف فيه شيئاً ، وحاسس إنه معقد قوي ، فقال محمد بالعكس إنه لذيذ وممتع حقاً ، استغرب منصور من رد فعل محمد من الكمبيوتر هذا الوحش المجهول بالنسبة لمنصور ، وكانت في هذه المرحلة يوجد بالكلية معمل كمبيوتر به عدد من الأجهزة، والمعمل مفتوح طوال أيام الاسبوع للفرقة الرابعة من قسم الرياضيات بالكلية ، وهذا يعني أنه بوسعهم الذهاب إلي المعمل متي شاءوا ذلك ، ذهب منصور مع محمد في هذا اليوم كانت هناك معيدة مسؤولة عن المعمل ، عرفت أن منصور أول يوم له في معمل الكمبيوتر وهذا هو أول لقاء له مع الكمبيوتر ، شيئاً فشيئاً بدأ التعارف ومع التعارف بدأ حائط الثلج الذي يقف عثرة بين منصور وبين الكمبيوتر في الذوبان
توالت الايام ومنصور يذهب للمعمل يتعلم الكمبيوتر ...
كان منصور يتعلم الفورتران التي يستطيع عن طريقها حل المسائل الرياضية ، ولكنها لغة لم تكن تعجب منصور ، الذي نما بداخله شعور غريب عن الكمبيوتر وعن عالمه ، فقد كان يري منصور أن الكمبيوتر يجب أن ينبض بالحياة أو يحاكيها علي الاقل ، ولا يدري لماذا جاءه هذا التصور عن الكمبيوتر ، كما أنه كيف تبدلت هذه المفاهيم ، لعل السر في ذلك هي حب منصور للريضيات التي جعلت منه شخصا يميل لكل ماهو منطقي مسبب
كان لمنصور أصدقاء آخرين وكان منهم محمد الطالب بكلية الهندسة الذي عرض عليه وضعه وحكي له حكايته مع الكمبيوتر والفورتران اللعين هذا ، فقال له أنهيمكنه تعلم لغة ال c أو turbo c فإنها أفضل بكثير من الفورتران ووعده أن يحضر له ديسكات السي أو التربو سي
ذهب منصور إلي الكلية وقابل المعيدة وحكي لها فكرته في تعلم التربو سي عن طريق تحميل ديسكاته علي أحد أجهزة الكمبيوتر فرحبت بالفكرة وقالت علي الاقل الواحد يتعلم حاجة جديدة ،أحضر محمد لمنصور ديسكات التربو سي وكذلك أعطاه نسخة من كتاب لتعليم التربو سي ،في هذا الوقت كان من يعرف شيئاً عن الكمبيوتر في الجامعة كلها نفر قليل وكل مايعرفونه هو مجرد فك الخط
بدأ منصور مرحلة ثانية في علاقته مع الكمبيوتر إذبدأ باختيار برنامج من البرامج المكتوبة بلغة التربو سي من الكتاب ثم تطبيقه علي الكمبيوتر ثم بعد ذلك يتعرف علي الكود جزء جزء مجريا تعديلات علي الكود وفق ما يريده وهكذا بدأ اللعب بالكمبيوتر
أصبح منصور يحب الذهاب إلي الكلية من أجل الكمبيوتر ، وكان معظم وقته في المعمل ، وكانت المعيدة تتابع تقدمه بانبهار فالسي لغة تنبض بالحياة عن الفورتران
وفي يوم من الايام جلس منصور يعدل في برنامج وظيفته إظهار عصيان متحركة تدور في أشكال هندسية جميلة وتغير ألوانها وكان يريد منصور مع كل تغير في اللون أن تظهر اسمه في مكان مخصوص
وفي ذلك الوقت كان في المعمل أحد الدكاترة الذين يدرسون لمنصور وفي لحظة ما نظر إلي الكمبيوتر وجد هناك حاجات بتلعب وألوان وحبشتكنات
فاتغاظ وقال لمنصور إنت مش عندك محاضرة الآن فسكت منصور ولم يتكلم ووقتها لم يكن يعلم هل فعلا عنده محاضرة ولا لأ
ولكن هذا ما تعلمه منصور خلال آخر عهده بالكلية ولكن هل هذا كافي لدخول سوق العمل بالكمبيوتر ؟
الاجابة لا لم يكن كافي لذا كان السؤال كيف أعمل بمجال الكمبيوتر الذي سأله منصور لصديقه ( ح ح ) عندها إقترح ( ح ح ) علي منصور أن يتعلم الفوكس برو تلك هي لغة البيزنيس ذلك الوقت وكل الشركات تعمل منها البرامج التجارية وتبيع منها وتكسب النقود
عندها ظهر نفس السؤال كيف ؟ لكن كيف هنا هو كيف اتعلم الفوكس برو
عندها عرض ( ح ح) علي منصور أن يعيره جهازه الشخصي كي يتعلم عليه ، لم يصدق منصور أنه فعلا يمكنه هذا ، ولكنه كان فعلا صادقا في شيئين في أن يجعل منصور يعمل في مجال الكمبيوتر وكان صادقا في إعطاء منصور جهازه الشخصي حتي يتعلم عليه
لم ينس ولن ينس منصور ذلك الموقف أبداً
لأنه مثال بسيط للنصح ، مثال صادق للنصح ، فكثير ما مر مع منصور من ينصحه بلسان بارد ونصيحه شاحبة ، وما اللسان البارد والنصيحة الشاحبة إلا تلك التي تخرج من الأفواه لمجرد الكلام ليس لها سند شرعي من مساندة عملية ، بل هي مجرد كلام في كلام ، تلك هي نوعية النصائح التي اعتاد منصور علي تلقيها
فقد ضرب ( ح ح ) مثالا آخر لنوع آخر من النصائح المدعومة بالفعل ، المدعومة بمساندة فعالة حتي تنجح تلك النصيحة وتخرج إلي حيز الواقع

مجالس الحرب

مجالس الحرب




أعلم أنه من الصورة في الورقة السابقة كلكم عرفتم القصة ، هناك طاقية ولحية ونساء وإبليس وفارس لقد أصبتم جميعا فتلك كانت عناصر القصة
ولكننا لأسباب منطقية لم نظهر الفرسان الحقيقين في تلك المعركة الذي كان منهم منصور و ( ح خ ) و ( ا ل ) والمهندس إبراهيم رحمه الله وغيرهم أيضا حسب ما سيأتي ذكره معنا في القصة...

ولكني محتار من أين أبدأ فالقصة جد مثيرة ، بل مثيرة جداً والعلاقات متشابكة بطريقة صعبة جداً
دعونا نبدأ من هنا
المكان شركة إلكترونية بها أربع غرف وحمام صغير وبوفيه أصغر وصالة علي شارع رئيسي في مدينة ما من مدن جيبون العظيمة
نعم كان هناك كثير من الموظفين
الموظفين الذين تربطهم ببعض علاقات كثيرة ، لم يكن يربطهم العمل فقط
بل كثير من العلاقات والروابط
فالكل كان لديه حلم !!!
حلم ما ، وللأسف حلم جميل
لماذا أقول للأسف ؟
ستعرف قريبا لماذا أقول للأسف
لا تتعجل
أنهي منصور كليته ، بل قبل أن ينهي دراسته الجامعية شغله فكرة ماذا يعمل ؟ خاصة وأنه كان لايريد أن يعمل وفق شهادته الجامعية التي تعادل محو الأمية كما قلنا سابقاً
وفي يوم ذهب لصديقه ( ح ح ) ولم  يكن ( ح ح ) مجرد صديق لمنصور بل كان منصور يعده من جملة أساتذته وشيوخه مع تقارب سنهما
فأشار إليه ( ح ح ) أنه يمكنه أن يعمل في الالكترونيات أو الكمبيوتر مثله بل معه ولكن كيف ؟
...

هل كان ..؟ هو السبب

لماذا يريد منصور السفر ؟









هل للبحث عن الذهب ، أو للثراء السريع أم للهروب من الواقع ، أم أنه كان يشعر بالفراغ الكبير الذي تركه ، (ح خ ) صديقه بعدما تركه وذهب يعمل بالعاصمة جيبون خاصة وأنه لحقه أيضاً ( ا ل ) فلقد كانا ثلاثيا رائعا


ثلاثيا رائعا في مجالس الحرب
أي حرب هذه التي خاضها الثلاث منصور و ( ح خ ) و ( ا ل) وهل كان في الحرب مقاتلون أخرين ؟
هذا ما أريد أن أحكيه في الورقات القادمة


مجالس الحرب .............








ولكن هل ؟

ولكن هل؟




تحطمت الاسطورة عندما تحرك سقفها هبطت كما يهبط أي شيئ ليس له أساس لذا كان كافي جدا في تحطيمها أن تطلق عليها رصاص فارغ بل كان يكفي أن تشير إليها بصورة مسدس لذا اخترت صورة مسدس في الورقة السابقة
ولكن هل تحطمت فعلا ، حقيقة يقينا ؟
هاذا ما أشك فيه إن الاساطير لا تتحطم ولكن تخبو تخبو حتي يأتي ما يوقظها من جديد لذا واجب عليك أن تراقب أساطيرك القديمة فهي موجودة ، في مكان ما ، في مكان ما تحت الركام تنتظر هناك من يوقظها تنتظر هناك ما يوقظها
أنا نفسي لدي كثير من الاساطير ..
هل التغيير أحد تلك الاساطير ؟ لا
لا تتعجل خذ وقتك ...
هل فعلا نحن نتغير !! سل نفسك ..
لا أريد أن أتركك هنا واترك تلك الورقة حتي تعلم أننا ..
لا لا يهم علي أن اتمهل قليلا  ... سامحني سأتركك هنا وأترك تلك الورقة

تحطيم الأسطورة

تحطيم الأسطورة






عندما شعر منصور بأن السقف يتحرك هل كان هذا علامة علي أن أفكاره تتغير ، هل السقف كان سقف غرفته الحسي أم أنه سقف أفكاره وتطلعاته وطموحه ، أم أنه سقف الحياة ووعيه بها ؟

نعم كان هناك سقف يتحرك

لكنه سقف الاسطورة بأن هناك طريقة للثراء السريع


حتي الشحاذين الذين يظنون أنهم بتركهم العمل يحصلون علي النقود بسرعة وبدون عمل أو مجهود هم أيضاً يعانون ويبذلون ماء وجههم وكرامتهم ، في ذل وإنكسار ، وهل تأتيهم النقود سريعا ، لم نسمع عن شحاذ أصبح مليونيرا  في يوم واحد ، بل هي الشحاته والذل السنوات الطويلة


أليس هذا عمل طويل !

السارقون أيضاً لا يصيبون الثراء السريع ، فتجدهم يجلسون أعماراً مديدة في السرقة والتجميع ، ثم في النهاية ، في النهاية يفقدون ما جمعوا إما بأمراض خبيثة أو بكوارث سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية


فالكتب مليئة بأسماء من جمع ثروة بطريقة ما ، نعم بطريقة لا يوافق عليها شرع أو دين ،  ثم مات فقيرا معدما بل منتحرا أحياناً

الثراء لا يأتي سريعا بل يأتي علي مهل حين تتقن ما تعمل ، وتعمل ما ينفع ،
والاتقان نفسه يحتاج للوقت ، وبمرور الوقت في العمل الجاد تحصل ملكة الاتقان التي يأتي علي إثرها الثراء

نعم لقد كان سقف الاسطورة يتحرك أمام عينيه ولأنها أسطورة فلما تحرك سقفها وقعت
ولكن هل هذا سيغيير من رغبة منصور في السفر إلي ليكنزا؟؟؟
لم نعرف بعد ....!

ليكنزا والثراء السريع

ليكنزا والثراء السريع


نظر منصور لسقف غرفته مستغرقا في التأمل سارحا بخياله في ليكنزا وحلم الثراء السريع ، الكنز والكشف عنه ، أخذ يقلب في عقله ماذا يحتاج
خرائط جهاز للكشف عن المعادن الثمينة




ربما تراخيص للبحث عن الكنوز المدفونة ولكن كيف يحصل علي تراخيص وهو ربما يدخل ليكنزا بطريقة غير شرعية ؟

ثم ماذا لو أنه لا يوجد كنز ؟

وفجأة طرأ علي ذهنه حكاية باولو كويلو ساحر الصحراء وكيف أن بطلها ذهب وتحمل أخطار كثيرة وكان الكنز في بلده هو ، وما كنت رحلته إلا لشيئين لمعرفة مكان الكنز المدفون في بلده هو وليس في صحراء مصر بعد تأكيد إيمانه بالكنز

ثم هل حقا يوجد حاجة إسمها الثراء السريع ؟
إنه مع فرض وجود كنز ، هل البحث عن الكنز والسفر المسافات البعيدة والتعرض للأخطار مع إنفاق الجهد والمال والوقت هل هذا ثراء سريعا ، ربما استغرقت رحلات البحث عن الكنوز السنوات الطوال هل هذا ثراء سريعا !!!!!!


أم أن الثراء السريع هي أحد الاوهام التي أخترعها الانسان وحافظ عليها لتعطيه أمل أم أنها تلبيسات شيطانية ؟؟؟؟؟


لا أدري وشعر منصور بأن سقف حجرته يتحرك



مع من أذهب ؟

إنصرف الثلاث في تلك الليلة علي أن يترك منصور مهلة لمدة يومين لعصام لكي يبحث له عن وسيلة لإدخاله إلي ليكنزا ، وعند إنصراف الثلاث أحترت أذهب مع أي الثلاث كي أحكي لكم حكايته فلقد كنت شغوف أن أعرف ماذا حدث لعكشة وسبب الخناقة وحكاية شارع الجمال وذلك لان منصور حكي كثيرا لي عنه ولكني قررت أذهب مع منصور



ذهب منصور في تلك الليلة تداعب خياله الأماني ويحلم بالثراء الفاحش عن طريق ليكنزا أو مدينة الكنز ، جلس علي كرسيه ثم وضع رجليه علي كرسي آخر ثم أرجع رأسه للخلف تاركا نفسه للأحلام ...









في مصمت براغيت

في المطعم


جلس الثلاث في مصمت براغيت وجاء الجرسون فطلب منصور ربع كيلو لحمة رأس علي كرشة ،وممبار


وطلب عصام نصف مشكل وكذلك العنكبوت

طيب لماذا لم يذهبوا إلي ركن كما قال منصور في الواقع هم ذهبوا فعلا لركن ولكنه لم يكن عنده لحمة رأس وكان منصور عايز يأكل لحمة رأس لذا ذهبوا جميعا إلي براغيت

كان عصام شديد الذكاء وعندما رأي منصور في قهوة برعي عرف إن منصور في حاجة إلي شيئ ، شيئ ما ولم يرد أن يحرج منصور بالسؤال مباشرة عما يريده أو يحتاجه فاتخذ حكاية الأكل وسيلة لكي يظهر طلب منصور طلب عادي بدون أي إحراج لمنصور ، وهذا ليس فقط شدة ذكاء لعصام بل أخلاق يتربي عليها ولاد البلد الجدعان يا اخوانا هؤلاء أولاد جيبون العظيمة ومن قلبها النابض

جاء الطعام وبدأ الجميع في تناوله كل واحد أمامه الطبق اللي طلبه مع ثلاث أطباق من شوربة الكوارع اللذيذة وسلطة خضراء وملح وفلفل وسلة بها خبز ،عندما جاءت سيرة الطعام ومنصور كان بيحكي لي شعرت بالجوع وبلعت ريقي

أثناء الطعام قص منصور علي عصام حكاية ليكنزا وأنه يريد السفر إليها وحكاية الانتظار ثلاث سنوات وضحكوا جميعا علي حكاية قائمة الانتظار
فقال عصام لمنصور اتركني يومين وأنا أشوف ما أقدر علي فعله
وبعد الأكل أردا عصام والعنكبوت شرب البيرة فمنعهم منصور من ذلك فأخذا يدخنان السجائر بعدما رضخا لرغبة منصور



براغيت أم ركن

براغيت أم ركن

لم يمض من الوقت إلا دقائق معدودة حتي وجد منصور عصام والعنكبوت راجعين إلي القهوة ، قهوة برعي ، فرح منصور وقال للعنكبوت عفارم عليك يا عنكبوت ، فقال العنكبوت أنا لم أفعل شيئاً ، أنا جمعت الشباب وكنت في طريقي وجدت عصام راجع لوحده فقال منصور لعصام إنت عملت إيه لتهرب من المخبرين فقال مفيش أي حاجه قبل القسم قالوا لي مش أنت فلان قلت لهم لأ أن عصام وشافوا البطاقة فتركوني لحالي


سأل العنكبوت عصام سألوك عن مين فقال سألوني علي عكشة فقال يبقي عايزين عكشة عشان الخناقة اللي كانت منذ قليل


فقال عصام هو عكشة كان بيتخانق ليه فقال له العنكبوت حكاية الخناقة وسببها وكان بيتخانق مع معين

المهم  عصام سأل منصور أنت مش جعان فقال له جعان
فقال العنكبوت بسرعة طيب أيه رأيكوا نتعشي سوي أنا عازمكم ، تحبوا تأكلوا إيه ؟
فقال منصور بل أنا اللي ها أعزمكم
شخط عصام في الاثنين فقال أنا اللي قلت لكم علي الأكل أنا اللي هادفع


ضحك الثلاثة وقالالعنكبوت  طيب إدفع بس هتأكلنا إيه
فقال منصور تعالوا نأكل كشري أنا من زمان ما أكلتش كشري


فقال عصام إيه ياعم منصور طيب لو قلت لك أنت اللي هاتدفع الحساب كنت أكلتنا إيه فضحك منصور وقال لا والله مش قصدي خلاص هأكل اللي أنتوا عايزينه ، أقترح العنكبوت يروحوا مصمت ويأكلوا هناك زي زمان


فأعجبتهم الفكرة فقال لهم هل تحبوا نأكل عند ركن ولا براغيت إذ كانا هما أشهر مصمتين في المنطقة وطالما أكلا الثلاث معا فيهما
قال منصور عند ركن

سوء تفاهم

سوء تفاهم


ما لبس أن جلس عصام حتي وجد إثنين من المخبرين الغلاظ الشداد كانوا خلفه مباشرة وطوقوه وأمسكوه من تلابيبه وقالا له تعالي معانا من سكات


صاح فيهم العنكبوت إيه فيه إيه بص المخبر الأغلظ للعنكبوت قال له خليك في حالك


ثم اقتادا عصام معهما ثارت ثائرة العنكبوت وكذلك منصور ولكن منصور لايدري ماذا يحدث ، فقال منصور للعنكبوت هو عصام عامل حاجه


فقال له العنكبوت لأ ، أنا مش عارف في إيه لازم نروح نخلصه من المخبرين فقال منصور ماذا تقصد


قال اليوم الخميس ولو عصام راح القسم هيبات وهيتأخر لازم نخلصه منهم علي ما نعرف هو فيه إيه


هم العنكبوت بالانصراف سريعا فقال له منصور أجي معاك فقال له العنكبوت لأ خليك أنت هنا وإحنا مش هنتأخر طيب هتعملوا إيه


فقال له أنا عارف الطريق من هنا إلي القسم هجمع العيال وأخليهم يحدفوا المخبرين بالطوب من الشارع التالي من أمامهم بحيث عصام يملص منهم ويرجع من الاتجاه الثاني وهيكون هناك أيضا مجموعة أخري مستعدة لتعطيل المخبرين إذا أرادا متابعة عصام

وأسرع العنكبوت وراح يصيح علي أولاد وشباب الحتة


جلس منصور يفكر هل كان المفروض يذهب معه أم الأفضل أن يجلس ينتظر ماذا ستسفر عنه الأحداث ، وعلم منصور أنه تردد لحظات قبل قوله للعنكبوت أأتي معك وهذا هو السبب في قول العنكبوت خليك أنت هنا


ولكن ماسبب تردده ؟ هذا هو السؤال الذي حير منصور لماذا تردد في إنقاذ صديقه عصام


هل لأنه كان لا يعرف سبب أخذ المخبرين لعصام وبالتالي فلا يعرف هل عصام مخطأ أصلا أم أنه مظلوم


وبالتالي لا يعرف هل ستكون تحركاته ومغامرته تلك في سبيل قضية عادلة أم أنه يساعد صديق مخطأ لأنه صديقه ، صديقه فقط دون أن يكون له وجه حق


تلك هي المسأله إذن قضية عادلة ؟ أي أن مايحرك منصور ليس العواطف بل قضية عادلة ، إرتاح منصور لهذا التفسير والتبرير وجلس يشرب الشاي بالنعناع ولكنه الكوب الثاني

ولكني لا أريد أن نستعجل الاحداث ونحكم علي منصور حتي نري باقي تصرفاته لنكون رأيا صحيحا ، فلا نسلم بالدافع الذي قاله عن نفسه حتي تأتي شواهد مثبته أو أخري نافيه

كرسي في الكُلب

كرسي في الكُلب


بينما كان منصور والعنكبوت يتحدثان ويتذكران الماضي والذكريات إذا بصوت عال من بعيد وناس بتجري ومنهم واحد يحمل سنجة والدنيا هاجت وماجت قاما الإثنان في حالة فزع وجريا علي الخناقة خافا أن يكون أحد من معارفهما أو أصحابهم عرف العنكبوت مين اللي في الخناقة وإيه سببها وتوسط لحل المشكلة ولأخذ السنجة بعيدا عن الناس حتي لايتأذي أحد ولكن كان هناك حريم في الخناقة وتعالي صوت الحريم صريخ وعويل والموضوع كبر وفي وسط المعمة حد طلب بوليس النجدة وسرعان ما جاءت الحكومة بخيلها وخيلاءها إنفض المولد وكل واحد راح لحال سبيله


ورجع منصور والعنكبوت لمكانهما علي قهوة برعي

أشعل العنكبوت سيجارة وطلب شاي


بعد بُرهة قصيرة حضر عصام شاف منصور قال له أزيك ياندل قام منصور وحضن عصام وقبله من وجنيتيه يمين شمال يمين ثلاث مرات لا أدري لماذا ثلاث مرات وحضنا بعضهما البعض


جلس عصام ولكن ما لبس أن جلس عصام حتي ..

لماذا سمي بالعنكبوت ؟

لماذا سمي بالعنكبوت ؟



محمود العنكبوت له قلب ميت تقريبا فلا يعرف الخوف أبداً وفي يوم من زمان خرج مجموعة من الأصدقاء كان بينهم محمود وعصام وغيرهم ولم يكن معهم منصور وقتئذ ، ولكنهم بعدوا عن حتتهم وكانوا في منطقة ثانية وقتها كانوا صغاراً ، ولكن كثير من الشخصيات تظهر شخصيتها عند الصغر ولا يعني هذا عدم التحول بل كل شئ يتغير تلك سنة من سنن الحياة التغيير

المهم حد تطفل عليهم فقام محمود بضربه عندها ذهب الولد سريعا وأتي بأصدقائه وقامت خناقة كبيرة وكان محمود يضرب ويقفز ويجري كقول الشاعر مفر مكر مقبل مدبر كجلمود صخر حطه السيل من عل


بالضبط كان هذا وصف محمود ومن وقتها وأصبح اسمه العنكبوت ، بل أصبح أصغر مشهور في شارع الجمال و كانت الأولاد إذا أرادت أن تتخانق مع حد تقول للعنكبوت


زي أمريكا كده بعد الحرب العالمية التانية أصبح زعيم في المنطقة



العنكبوت !

لم يكن عصام الذي خبط منصور علي ظهره بل كان صديق آخر يسمي محمود الشهير بالعنكبوت طبعا العنكبوت هذه ليس بها مشكلة مع القانون لذا سنصرح باسمه كاملا ، في شراع الجمال كان كل واحد منهم له اسم شهره حتي منصور نفسه كان له اسم شهره لن نذكره طبعا حتي لا يعرف عمن نحن نتكلم صراحة ،



محمود العنكبوت كان هو الآخر صديق حميم من أصدقاء منصور وعصام

العنكبوت : أزيك يا أستاذ منصور قصدي يابشمهندس منصور ولا هم بيقولوا لك إيه دلقوتي
منصور: بيقولوا لي يا منصور حاف أزيك ياعنكبوت
العنكبوت : إنت فين ياعم أنت
منصور : يا أعني بتسأل علي
العنكبوت : إزاي بقي أنا علي طول في سيرتك أنا وعصام
منصور : صحيح هو فين عصام
العنكبوت : زمانه علي وصول


ثم جلسا يتحدثان هما الإثنان ويتذكرا الماضي ، طبعا أجمل ما فيه بل في الواقع تذكرا كل شيئ فبمجرد أن تذهب الأحداث إلي الماضي تصبح جميلة خاصة إذا كانت مفعمة بالحيوية والشقاوة وقلة الهموم

نسيت أقول لكم مين هو محمود العنكبوت ، محمود العنكبوت هو صديق لهما يعمل بصناعة الأحذية (ماكنجي) وله جزء من أصبع السبابة اليمني مقطوع في حادثة وعند قرب إلتحاقه بالجيش قطع المتبقي من صباعه وأخذ إعفي من الجيش إذ كان الجيش يعد بالنسبة له كابوس مزعج ثلاث سنوات من الضنك وقلة العمل وبعدها يبدأ ثاني من الصفر هكذا كان محمود ينظر إلي الجيش والخدمة العسكرية


وهذا التصور خلاف منصور الذي طالما أحب دخول الجيش ولكنه كان يريد أن يدخل الجيش دون أن يحلق لحيته


وذهب فعلا للإلتحاق بالجيش وهو كث اللحية ولكنهم رفضوا ذلك وأعطوه إعفاء من الجندية ، ومازال يتذكر ذلك منصور ويشعر بأنه حرم من شيئ جيد في حياته أن يشعر شعور الجندي تجاه جيبون العظيمة ، كان الناس تقول عن منصور إنه أهبل إذ يفكر بتلك الطريقة بل كان عليه أن يفرح بالإعفاء

في قهوة برعي

في القهوة


في القهوة جلس منصور يشرب الشاي بالنعناع ويسرح في ذكريات طفولته ومراهقته وبداية شبابه ، تذكر سوسو تلك الفتاة التي كانت تقطن في الدور الثالث من بيت يطل مباشرة علي الناصية ، وقتها كان منصور طفل صغير أو غلام ولكنه أُعجب بها وكان كلما وقف علي تلك الناصية وطلت عليه من الشباك كان يعاكسها بهز رأسه يمينا وشمالا وكانت تهز هي الأخري رأسها محاكية حركته ، وبينما هو جالس سرحان في سوسو إذا بصوت خبطة جامدة علي ظهره وواحد بيقول قفشتك

هل كان عصام ؟



فين أراضيك يا عصام

فين أراضيك ياعصام ؟


لقد ترك منصور حارة الجمال من 10 سنوات تقريبا ومن وقتها لم يقابل عصام إلا صدفة ، وعندما فكر منصور كيف يجد عصام لم يجد سبيلا إلا القهوة ، نعم قهوة برعي التي تقع علي نهاية شارع الجمال ، والعجيب في شارع الجمال أن لديه ناصيتين (أو قمتين ) علي ناصية منها قهوة برعي وعلي الناصية الثانية هناك مسجد الحاج درويش بين هاتين الناصيتين تقع حارة الجمال


ذهب منصور إلي قهوة برعي ولكنه في طريقه للقهوة دار في ذهنه هذا الحوار ما معني الأصدقاء ولماذا حين نحتاج إلي صديق لا نفكر إلا في أصدقائنا القدامي ، يخيل إلي منصور أنه ليس له أصدقاء ، أصدقاء حقيقيون إلا أولئك الذين تعرف بهم ولعب معهم قبل أن يخرج للحياة العملية ، قبل أن يتحمل أي مسؤلية فهؤلاء لم يجمعهم سويا إلا الصداقة فلم تكن هناك أي مصلحة شخصية لأي منهم في تلك العلاقة الجميلة الصداقة ،جلس علي ترابيزة تطل علي حارة الجمال وأخذ ينظر إلي حارة الجمال ويتذكر أيام صباه وهو غارق في تأمالاته جاءه الجرسون شاب صغير لا يعرفه منصور ولا يعرف هو منصور


سأله منصور هل سيأتي عصام .. اليوم نظر الولد له بدهشة وقال تقصد المعلم عصام ..


قال له منصور : نعم المعلم عصام ..


قال الجرسون : ساعة من الآن ولكنه لا يأتي كل يوم


منصور: طيب هاتي واحد شاي علي ميه بيضه بالنعناع







إيه العمل

لم يعجب منصور تلك الطريقة وهي أنه ينتظر ثلاث سنوات حتي يأتيه دوره بالسفر ثلاث سنوات فترة كافية جدا لو أن ليكنزا بئرا من الذهب أن ينضب خاصة وأن هناك مثل هذا الإقبال علي السفر إليها



ومع أن الطريقة لم تعجبه إلا أن الموضوع كبر معه ، لذا قرر أن يذهب إلي ليكنزا بطريقته الخاصة ، وذلك يعني مبدئياً أنه سيسافر بطريقة ملتوية وذلك يعني دخول عصام صديقه بدور في تلك السفرية
ولكن من عصام ؟

عصام لا أستطيع أن أذكر باقي إسمه فباقي اسمه جريمة يعاقب عليها القانون لذا سأكتفي بأنه عصام صديق منصور القديم الذي طالما لعبا سويا بحارة الجمال بتشديد الميم ولكن منصور أكمل تعليمه وحصل علي بكالريوس .. قصدي علي شهادة محو الأمية فالتعليم في جيبون هذا حاله فلقد أصبحت البكالرويا زمان يعني البكالريوس تعادل محو الأمية فقط نعم فقط للأسف ليتها تعادل محو التخلف ، إذ ظهرت شهادات أعلي تسمي محو التخلف وهذه غير منتشرة في جيبون العظيمة ، مع أن الاحصائيات التي تذيعها الجهات الرسمية وغير الرسمية أن التخلف أصبح ظاهرة خطرة وهو أشد وطأة من الأمية وللأسف أيضا أن منحني التخلف لا يتحرك بالتوازي مع منحني الأمية بل يسبقه وعلي طريقة إخوانا البورصجية منحني التخلف منحني قائد وليس منحني تابع ، هذا ما دعي المحللين الفنيين للقول بأن منحني التخلف التي تعاني منها جيبون العظيمة لم يصل


إلي هذا الحد منذ فاروس الأعظم ملك جيبون من 10 مليون سنة ضوئية


أما عصام فبدون كلام أخذ حظه ونصيبه وتعلم فك الخط هذا حظه من التعليم ، ولكنه كما تعلم فك الخط أصبح يفك أي شيئ فليس لديه عقده إلا ولديه لها حل ، ولكن حل علي طريقة عصام ..


وكانت لعصام فلسفته الخاصه ألا وهي ما الحياة إلا شبكة من الخطوط والخيوط المتشابكة والمتقاطعة ، وإذا ما أنت فككت خيوطها وخطوطها لانت لك قناتها ، وسهل عليك قيادها هذا هو عصام الرجل الخفيف الشعر الذي يقارب من الصلع قوي الجسم والبنيان ، حاد المزاج سريع الغضب

العجيب في قصتنا أن كل رجل فيها له فلسفته في الحياة فلا تجد أحد يفعل شيئ بدون فلسفة وهذه إحدي معجزات جيبون العظيمة لدينا 150 مليون فلسفة للحياة

أريد تذكرة !

أريد تذكرة

ذهب منصور لمكتب سفريات وقال لهم أريد تذكرة للسفر إلي ليكنزا فقالوا له هل لديك جواز سفر ، قال منصور متعجباً وهل الذهاب إلي ليكنزا يحتاج إلي جواز سفر ضحك موظف مكتب السفريات وقال له السفر إلي ليكنزا له برتوكول معين فلا يغرك قربها مننا


ولماذا تريد السفر إلي ليكنزا ؟


السياحة هكذا قال منصور


فقال له الموظف سياحة ولا البحث عن الكنز المدفون من أيام المختار الناصر المنتصر ؟


منصور : وهل هناك كنز ومن هو المختار الناصر المنتصر لماذا يسمي المختار الناصر المنتصر


الموظف: هناك أسطورة تقول أنه كان هناك إحتلال لليكنزا من إحد الإمبراطوريات فقام لتحريرها رجل صلب العود قوي الشكيمة أقسم أن يحررها وقد كان وأنه عند تحريرها قد أسر قائدهم وأنه طلب فدية كبيرة لقائدهم فحصل عليها وإنه بعد موت المختار أختلف الناس في الفدية وأين وضعها المختار


أما سبب تسميته المختار الناصر المنتصر ، فالمختار اسمه ، والناصر نسبة لنصرة قومة ودينه ووطنه والحق ، والمنتصر لأنه انتصر علي عدوه


منصور: ولكني سمعت أيضاً من يقول عنها المدينة الملعونة فهل سممعت شيئاً عن ذلك ؟


الموظف : سمعت طبعا فهذا أكثر وصف متداول عنها هنا في جيبون ولا أدري كيف نصفها بهذا وحالهم أفضل بكثير من حالنا فالليكنز الواحد يساوي 10 جيبون وفيه إشاعات إنه هويصل إلي 16 جيبون بعد أزمة الديون في البلد المجاور لنا ، ناهيك عن كثرة المسافرين لها


إنصرف منصور من مكتب السفريات وذهب لعمل جواز سفر فتلك أول مرة يخرج من جيبون العظيمة


بعد 5 أيام إستلم جواز السفر وذهب به إلي مكتب السفريات قابلته آنسة ولم يجد ذلك الموظف الذي قابله أول مرة

فقال لها أريد أن أسافر إلي ليكنزا وأريد تذكرة فقالت له بعدما نظرت في جواز السفر تكلفة التذكرة 5000 جيبوني


فقال لها 5000 جيبوني طيب لو كنت أريد الذهاب إلي فولكانوا كنت هأدفع كام علي كده قالت السفر إلي فولكانوا 1500 جيبوني فقط فالسفر إلي فولكانوا مدعم


منصور : ومتي أحصل علي تذكرة السفر ؟


الموظفة : تدفع الآن 2500 جيبوني مع تسليم جواز السفر ونضعك علي قوائم الانتظار


منصور : قوائم الانتظار !!!

الموظفة : وبعد ثلاث سنوات تأتيك التأشيرة والتذكرة ، فلا يوجد سفر إلي ليكنزا إلا طيران ولدينا قوائم إنتظار لثلاث سنوات قادمة


منصور : ولماذا لا أسافر بري أو بحري


الموظفة : لأن السفر بري وبحري خاص بمن لديه إقامة هناك


منصور : هذا ونسميها المدينة الملعونة طيب لو كانت مش ملعونة كنا عملنا إيه

وانصرف منصور من مكتب السفريات دون أن يعطيها جواز السفر أو 2500 جيبوني



منصور

منصور


منصور من جيبون العظيمة التي تقع هي الأخري علي بحر ميجون العظيم
وعدد سكانها 150 مليون إنسان جعان قرفان زهقان باذنجان
أراد منصور أن يتخفف من ضغط جيبون الواقع علي كتفيه فلقد كان يعاني فيها الأمرين ، أحد همومه هي الهموم الشخصية وهي قصة كفاحه من أجل الطعام والشراب وهذا أقل هميه ، فلقد كان يحمل علي كتفيه حمل هو أشد وطأة وأكثر إيلاما له وهو حمل جيبون نفسها فلقد كانت تمر الأيام تلو الأيام وهو يعصر عينيه علي حال جيبون العظيمة
يتذكر ماضيها ويري حاضرها ويستشرف مستقبلها ويبكي ،ويبكي بكاءا مريرا فكثيرا ما كانت تبتل لحيته المدببة من دموعه
نعم منصور لديه لحية مدببة جعلت منه فيلسوفا في الشكل فمع لحيته المدببة لديه شعر كثيف أسود فاحما ولكن مع سواد شعره طأطأت شعرات بيضاء متناثرة عبر رأسه كله وكأنها النجوم تسطع وتتلألأ في ظلمة الليل البهيم


هل تلك الشعرات البيضاء التي تشبه النجوم والجواهر هي أفكاره الحسنة أفكاره الطيبة أفكاره المتفائلة أم أنها مجرد شعيرات بيضاء ؟


لا أدري ولكنني حين أراه لا أشعر أنها مجرد شعيرات بيضاء بل أراها نوافذ مفتوحة تبين نورا يسطع من عقله

الملعونة لماذا ؟

الملعونة لماذا ؟


أختار منصور تسمية ليكنزا بمدينة الكنز عن المدينة الملعونة وذلك لأنه قد فهم سر تسميتها المدينة الملعونة ، فلقد كانت ليكنزا تعادي إمبراطورية فولكانوا جهاراً نهاراً وكما تعلمون جميعا لا يعادي أحد إمبراطورية فولكانوا إلا لعنته فولكانوا بطائرتها العملاقة B52 أو الأكثر عملقة أو بسلاحها النووي أو الذري أو بسلاحها الإعلامي الجنسي اللاأخلاقي فلدي فولكانوا أكبر ترسانة من الأسلحة في كل شيئ

كما أن جيبون العظيمة توالي جهارا نهاراً فولكانوا وتروج لموالاة فولكانوا لذا أطلقت جيبون الإشاعات علي ليكنزا

بسم الله الهادي

بسم الله الهادي



بداية أود أن أعتذر عن لقب مؤلف الذي وضعته كتعريف شخصي
إذ يوحي لفظ المؤلف بأن القصة ، قصة منصور أنها غير واقعية وهذا خطأ ، وفي الواقع لا يوجد مؤلف أنما نحن نقص ما حدث من قبل نتدخل أحيانا في القصة لنصنع المؤثرات والتشويق والواقع الحقيقي أكثر تشويقا وأجمل تأثيراً ، فلفظ مؤلف هو أحد أوهامنا ، ولا أدري من كذب تلك الكذبة التي صدقناها جميعاً، أما عن الأحداث فهي حقيقية منها ماهو حدث بالفعل ومنها ما هو في خط الأحداث ينتظر ميعاده ليخرج للنور أو يخرج من النور أترك لكم الحكم


أصدقكم القول سأحاول قدر إسطاعتي أن أحكي لكم كل ماسمعت بصورة أو أخري فلدي منصور كثير من الوقائع التي لا يرغب في الحديث عنها وإن كنت قد عرفتها فلقد عرفتها بمحض الصدفة في وسط دردشات لم يكن يعلم منها منصور أني لا أنسي بل كان عقلي يسجل كل ماقال وهذا ما أدهشه وأقلقه في نفس الوقت فلقد كان يحكي يريد أن يتخفف من العبأ لا أن يحمل أعباء أخري ولقد وعدته بأن أغير في الاسماء والأماكن وأحكي ما فيه الفائدة والعبرة والعظة

تبدأ قصة منصور مع حكاية هل هي خرافة أم حقيقية تقول الأسطورة أن ليكنزا الواقعة علي بحر ميجون العظيم بها كنوز مدفونة من أيام المختار الناصر المنتصر ، ومع هذه الأسطورة هناك ساطير أخري تقول أنها بلد ملعونة ، هكذا أنقسمت الأساطير حول ليكنزا بين المدينة الملعونة أو مدينة الكنز أو مدينة الأسرار


ولكن منصور قد إختار من الأساطير تلك الأسطورة التي تقول إنها مدينة الكنز لذا قرر الذهاب إليها

تقع ليكنزا كما قلت سابقا علي بحر ميجون العظيم يبلغ تعداد سكانها 10 مليون نسمة يرأسها الجنرال جينفر منذ أمد بعيد علي الأقل من قبل أن أُولد أنا فطبيعة الحكام في مدينة ليكنزا أنهم معمرون